لماذا لا تقدم العريكة على متن الطائرة ؟
بداية
يقول شاعر الشرارات أبن مطرود
جانا المضيف وقال وش فيه خدمات
قلت نزلونا ابطونا موجعتنامن قبل أشوف الغيم من دون السموات
واليوم أشوفه يافهد من تحتنا
يازين ممشى الأرض لو هي مسافات
لنا بشعيب مجهزين قهوتنا
وش جابني للطايرةوالمطارات
والله ماعود ركوبها لو نزلتنا
قلت نزلونا ابطونا موجعتنامن قبل أشوف الغيم من دون السموات
واليوم أشوفه يافهد من تحتنا
يازين ممشى الأرض لو هي مسافات
لنا بشعيب مجهزين قهوتنا
وش جابني للطايرةوالمطارات
والله ماعود ركوبها لو نزلتنا
بعد استقرار الطائرة في السماء أكثر المسافرين يترقبون الطعام المقدم ما هو و ما هي أصنافه , ولا أعتقد حينها أن هناك من يفكر في كيفية وصول الطعام لهم بهذه الطريقة على متن الطائرة وهم بين السموات والأرض , وأكثر الناس – وأنا مثلهم - يعتقدون بأن الطعام يقدم كما يقدم في المطاعم الأرضية , وقد تغيرت الصورة تماما بعد الجولة التدريبية التي قمت بها في مقر تموين الخطوط السعودية بمطار الملك خالد عندما كنت طالبا في قسم علوم الأغذية والتغذية بجامعة الملك سعود .
فمع زيادة التطور التقني لصناعة الطائرات , ومع زيادة التنافس بين شركات الطيران أصبح الغذاء المقدم على متن الطائرة من سمات بعض الخطوط وهو أحد أساسيات حملاتها الدعائية والإعلانية لترغيب المسافرين لاستخدام طائراتها , ونرى ذلك كثيرا خصوصا في الدعاية المرئية التي تركز على عنصرين هما الطعام المقدم حيث تعرضه بطريقة مشهية والعنصر الأخر هو الراحة التي سيجدها المسافر داخل الطائرة , وهما ما يهمان المسافر بغض النظر عن الأمور الأخرى التي لا تهم الركاب رغم أهميتها مثل نوعيات الطائرات أو موديلاتها أو خدمات الحجز وغيرها من الخدمات .
وبعد تلك الزيارة التدريبية رأيت بأن الغذاء المقدم على متن الطائرة يمر بمراحل عديدة حتى يصل إلى المسافر على طاولته الصغيرة , ويتم إعداد الأطعمة (الوجبات) في مراكز أرضية بالقرب من المطارات , وتبدأ مسيرة الغذاء من منطقة الاستلام ثم المستودعات بأقسامها الجافة والمبردة والمجمدة , تأتي بعد ذلك منطقة الإعداد الأولي , ثم المطبخ وبعد ذلك مستودعات التبريد ثم منطقة التوزيع والنقل إلى الطائرات ,ومن أهم مراحل إعداد الطعام في المطبخ استخدام جهاز التبريد السريع ( Blast Chiller ) والذي يقوم بتبريد الطعام بعد الطبخ مباشرة إلى درجة حرارة 4 - 5 م وقد يستخدم الجهاز أيضا في تجميد الطعام إلى -18م في وقت وجيز خلال دقائق بسيطة , لاجتياز مرحلة تكاثر البكتيريا , وهذا الجهاز يعمل بواسطة مراوح عالية السرعة , وبعد تبريد الطعام يتم أخراجه وتوزيعه وتغليفه في الأطباق من خلال خط توزيع نظيف وذو شروط خاصة لا تتجاوز حرارة منطقة الخط 15 م ويكون العمل خلال 45 دقيقة إلى أن يصل إلى ثلاجة التبريد , كل هذه مواصفات خاصة وحساسة في هذا المجال , كما أن هناك نوعيات من الغذاء لا تقدم على الطائرة مثل البيض المسلوق وذلك لتجنب التسمم بالسالمونيلا ويتم استبدال البيض المسلوق ببيض مصنع ومبستر في معامل مخصصه حيث يفصل بياض البيضة عن صفارها وبعد ذلك يطبخ ويشكل على شكل شرائح بيض مسلوق , كم تستخدم مواد لحفظ الأغذية لا نراها تستخدم في أماكن إعداد الطعام الأخرى مثل الثلج الجاف إذ يذوب الثلج إلى غاز وليس إلى ماء كما هو معروف ويستخدم أثناء نقل العربات من مستودعات التبريد إلى الطائرات لحفظ درجة حرارة الأطعمة .
وبعد إعداد الطعام وتوزيعه وتغليفه ينقل إلى ثلاجات التبريد ثم إلى مركبات النقل التي تنقله إلى الطائرة, وفي الطائرة يتم تسخين الطعام عن طريق فتحات مخصصه في العربات ليصل بين يدي المسافر ساخن.
إن الخدمة الغذائية على متن الطائرات تختلف من شركة طيران إلى شركة طيران أخرى ومن درجة إلى درجة فالدرجة الأولى ليست كالدرجة السياحية والطائرة الخاصة ليست كطائرة نقل الركاب العامة , حيث يصل مستوى الخدمة أحيانا إلى درجات عالية من الرفاهية تستخدم فيها أطباق الكريستال والخزف الصيني وأدوات تحضير طعام على أرقى مستوى
وقد تطورت الخدمة على متن الطائرة حتى أصبحت تراعي متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة و المرضى , خصوصا مرضى السكري والكلى و أخرها التوحد الذي أصبحت وجباته متبناه لدى بعض شركات الطيران العالمية , لكن لا أعتقد ان شركات الطيران المحلية تستطيع تلبية رغبات السعوديين على الطائرة فالنجدي يريد قرصان وجريش والحجازي يريد عريكة وعصيدة وجميعها لا يخترقها هواء جهاز التبريد السريع .
لذا لن تروها هناك
ديسمبر 11th, 2009 at 11 ديسمبر 2009 5:19 م
لاني كنت ممن يتسائل عن سبب عدم تغيير نوعية الاطعمه على متن الطائرات …
فاذا عرف السبب بطل العجب