أثل الدوادمي ولا تمر البصرة (الغربة في الوطن معاناة خالدة)
ما أصعب الغربة في الوطن
فهي معاناة الذاكرة الخالدة
من أصعب أيامي التي لن أنسى صعوبتها ولن أنسى مرارتها لن أنسى خسارتها ولن أنساها ما حييت هي أيامي عندما كنت عاطلاً عن العمل رغم ان الفترة بسيطة بالنسبة للغير 3 شهور ،أيام تمر وكأنها سنون ، فراغ قاتل يداهمك الشيطان كل دقيقة لا تدري أين تذهب ولا تدري ماذا تفعل ،لقد كنت أسير في شوارع الرياض لا أدري إلى أين ،بعد أن أنجزت ما يجب إنجازه للحصول على وظيفة.أنهيت إجراءات مكتب العمل وكذلك وزارة الخدمة المدنية ذهبت إلى الإدارات ودخلت على المدراء على مدار أشهر من البحث ،كنت خلالها أنام مبكراً وأستيقظ مبكراً حتى أصابني اليأس وحطمني طول الانتظار ونفاذ الصبر ، كنت أفكر وأسأل نفسي ماهي المشكلة التي تواجهني وماهي نواقصي التي جعلتني هكذا إذا كنت حاصل على الدرجة الجامعية في تخصص مطلوب في كافة قطاعات البلد الحكومية بكل مجالاتها والأهلية كذلك ،إذاً ما المشكلة ؟كنت أحتار في تحديد المشكلة أين تكون ،وبعد تفكير طويل استنتجت أن هناك خلا ما ،هناك قصور لا أعلم سببه ،تهت باحثا عنه ثم عن حله فزاد إحباطي وزاد همي ،وزاد وقت فراغي جعلت أذهب بحثا عن النشاطات التي أقتل بها فراغي في عاصمة اللا نشاط ،كنت أقطن في أحد الأحياء شرق الرياض حيث لا يوجد به أي جاذب للشباب لا نادي رياضي ولا مركزا اجتماعياً، لذا قررت أن أجمع المال من أبناء حارتنا لإنشاء ملعب لكرة القدم في أرض خلاء تتوسط الحارة فإذا بالجيران يقفون في وجهي ،ذهبت أبحث عن المكتبات وجدتها بعيدة جدا عن منزلي ويحتاج الذهاب إليها مصروف لسيارتي التي تمص المال مصا .زاد الأمر سوءاً إذ أحسست بتغيير في شخصيتي أصبحت عدائي لأنني لم أجد من يلتف حولي في محنتي حتى مجتمعي بكافة وسائله ،لذا قررت أن أشد الهمة ولعلها لا تخطيء ،كان قراري هو الاتجاه إلى الشركات والمصنع ألاهية كنت من أول يوم أحمل ملفي الأخضر (العلا قي ) وأتوجه كل صباح إلى الشركات والمصانع كنت أجد كل الإجابات جاهزة عند البواب وحارس الأمن بعدم وجود الشاغر ،ومع كثرة التقديم هنا وهناك لاحظت أنني لم أتعد بوابات الشركات فخطرت لي فكرة بوضع الملف داخل السيارة والدخول دونه لكيلا يعرف البواب ماذا أريد ،وفي أول يوم من تنفيذ الفكرة قال لي البواب ماذا تريد ،قلت أريد المدير العام ،قال وهل هناك موعد؟ قلت لا ولكن ما المشكلة في مقابلته ؟ قال البواب:وما موضوعك ؟قللت وهل أنت المدير، قال :لا ،قلت هذا السؤال إجابته عندما أكون أمام المدير ، دخلت مكاتب الاداره إذا بي أمام السكرتير يحاول أن يعرف موضوع مقابلة المدير ولكن دون جدوى حتى دخلت على المدير العام وأخبرته بطلبي للعمل ،فقال الدير وهل تعلم أن هذا الأمر له إدارة كاملة تعرف بشؤون الموظفين قلت: نعم أعلم ذلك ولكن أنت صاحب العمل أريد الجواب منك ، وشرحت له الموضوع وقلة وجود فرص العمل في بلد يعج بالوافدين خصوصا هذا الوقت وقلت أنا على أتم الاستعداد ،رفع سماعة الهاتف وأمر بتعييني ،سعدت كثيرا بهذه الوظيفة طرت بها فرحاً،بدأت في العمل بين أقوام كثر وجنسيات مختلفة تتفق على هدف واحد أحسست بالوحدة بينهم ,وزاد الأمر صعوبة حتى لمست مضايقاتهم ،أحسست بالغربة وأنا بين أهلي ،كان التهميش هو أصعب العقبات في تعلم العمل ،وكذلك نظرتهم لي بأنني غير مؤهل وهي نظره شاملة لمن هم على شاكلتي من خريجين الجامعات السعودية صارعت من أجل البقاء كثيراً و كانت عقبة قلة الخبرة وعدم مواكبة التعليم الجامعي لمتطلبات السوق وضعف وسائل الإرشاد جعلتني في متاهة ،بالإضافة لضعف الراتب مقارنة مع صعوبة العمل ومقارنة بالمستوى المعيشي ومقارنة بما يعطى الموظف الحكومي من مميزات ومايرادفها من راحة في العمل ،بعد فترة ليست بالكثيرة عزمت على تعلم اللغة الإنجليزية لكي أجاري متطلبات العمل ، عرضت ذلك على الاداره التي رحبت ولم تقدم العون ، مع العلم إن الشركات هي التي تبحث عن تأهيل منسوبيها وليس العكس وقد ذهلت من بعض الشركات عندما تقدم كل الخدمات لبعض الوافدين من دفع للفيزا إلى دفع تكاليف السفر له فم توفير السكن والراتب الجيد ثم أبتعاث بعضهم الى دول غربية وتحمل كل التكاليف , لم اسمع بأن شركة قدمت تلك الخدمات لأبن البلد تلك الشركات التي تنخر فينا صبح مساء من خلال منتجاتها ولا نرى منها إلا النكران والجحود
في الحقيقة وفي بلدنا لا نحتاج ألا لوقفة صادقة ولا مجال للكذب والخطابات الرنانه .
نعم نحن نحتاج أن نعمل مع بعض كوطن واحد وأبناء وطن واحد نحتاج أن نعرف الوطنية ومعانيها الصحيحة وذلك لكل طبقات المجتمع من الأمير إلى أفقر مواطن نحتاج أن يعرف الجميع أن أبن الوطن مهما كان مستواه فهو أحق من غيرة وهو أحق بالوقوف معه بتوفير بعض مستحقاته المنهوبة من بعض التجار الخونه
نشر بعض المقال في جريدة الوطن
أبريل 22nd, 2008 at 22 أبريل 2008 3:24 م
وتعليقاً على كلامك
قد تكمن المشكلة قبل التوظيف والشهادة الجامعية وهي القبول في الجامعات والكليات
واريدان اضيف الى مقولتك قصيدة وأود منك ان تبحث عنها وتقرأها
وهي من قصائد الشاعر عبدالواحد الزهراني
وفي مطلعها
يقول فيها
ياوزير المعارف يا معالي مدير الجامعة ………………………………..
وهي تحكي واقع البطالة,,
مع التحية والسلام,,,,,…….
أبريل 23rd, 2008 at 23 أبريل 2008 5:44 ص
قلتوا من سار في دربه وصل مير سرنا ماوصلنا
واشتبون أكثر من الثانوية بتقدير امتياز
لا تظنون في يوم وليله حصلت على الشهادة
اثنى عشرة سنه رغبة ورهبة وحيرة وانتظار
مبغى ابدل دواخين المعامل بدخان المعسل
ولا بدل دروس العلم باوراق بشكات البلوت
اعطوني مقعد في الجامعة واقبلوا منى الوثيقة
ولا قولو لي انقعها على الريق واشرب مايها
شكرا لك أخي الكريم
وحياك الله