للعاطلين عن العمل , ما بعد الإبتعاث

 

         ليست المشكلة في شبابنا المبتعثين بل المشكلة فينا نحن , ونحن كلمة شاملة تشمل  النظام والقائمين عليه في هذا الوطن المعطاء , ودلائل أن هناك خلل في نظام التعليم العالي وجود متناقضات الليل والنهار , مثلا  هناك فرص وظيفة كثيرة في المصانع والشركات والمؤسسات حتى بعض القطاعات الحكومية هناك نقص ومع ذلك وجود عاطلين عن العمل ,التعاقد مع معلمين أجانب  كما ذكرت جريدة الوطن السعودية في عددها 2156  والوجه الأخر وجود معلمين عاطلين عن العمل بالسنوات حتى اضطر بعضهم للتجمهر أمام وزارة المعارف كما ورد هذا الخبر في الوطن أكثر من مرة , وهناك تناقضات أخرى مثل اكتفاء البلد من تخصص ما  مع أن كل الجامعات في كل مدننا لازالت تخرج المزيد من الشباب والشابات وبالمئات لينظموا إلى من سبقهم من العاطلين , الكثير من المتناقضات حتى على مستوى الإبتعاث الأخير والذي حُدد على تخصصات تُعد بالأصابع مع وجود عدد هائل بالآلاف من المبتعثين , ذلك يعني أننا ابتعثنا أبنائنا وخسرنا عليهم ملايين وخسروا هم وقتهم و تحملوا عناء الغربة وبعد ذلك يعودون عاطلين عن العمل لتزيد القائمة وتزيد النسبة , أن التخطيط السليم شبه معدوم و يبين ذلك المعطيات المطروحة والمعلنة لوزارة التعليم العالي .

       ومن دلائل الخلل في النظام التعليمي العالي شواهد شاهدتها بأم عيني لثلاثة شباب أعرفهم جيدا ومطلع على أحوالهم  , قرابة وصداقة , تخرجوا   بتقدير ممتاز وبنسبة تفوق 90% ولم يتمكنوا من تحديد التخصص المرغوب الذي يوافق معطياتهم ( النسبة , والشروط الأخرى ) ووضعوا في تخصصات لا يرغبونها بتاتا , أحدهم تخرج بنسبة 91.5% وهي نسبة القبول في كلية الهندسة بإحدى جامعاتنا وهو التخصص المرغوب لذاك الشاب لكن مع الأسف تم وضعه في كلية اللغات والترجمة , يقول لي : ” لقد ذهبت  إلى عميد القبول والتسجيل وأخبرته استحالة البقاء في تخصص اللغة الإنجليزية لأنني أرغب الهندسة والشروط كلها تنطبق  على مؤهلاتي إضافة إلى حاجة البلد للمهندسين والنقص الحاد في هذا التخصص ملموس , إن بقائي في اللغات والترجمة ولو ليوم واحد هو خسارة من عمري وخسارة للجامعة فأنا اقبض مكافأة مالية على ذلك وأحجز مقعدا لأخر يعشق اللغة الإنجليزية ويتمنى أن يتخصص فيها “, يقول الشاب :” أن العميد أوجد حلا لذلك , المتمثل في الدراسة فصل دراسي كامل وتحقيق أعلى الدرجات للتمكن من التحويل لتخصص الهندسة ” , هل تعلمون أن اقتراح العميد سيترتب عليه التالي : - خسارة الشاب قرابة الخمسة شهور من عمره في تخصص لا يرغبه – خسارة الدولة المال الطائل على الشاب لمدة فصل دراسي كامل والذي يقال انه يكلف قرابة 50 إلف ريال على كل طالب في الجامعة . – وقوع الطالب في احتمالات عدم القبول في الهندسة عندما لا يتجاوز الشروط المطلوبة منه وبذلك قد تزيد المدة وتزيد الخسارة.

          هذه العينات كانت قريبة مني يملكون تقديرات ممتاز فما بال الأقل منهم نسبة وتقدير , الشواهد تلك تنذر بأننا سنواجه مشاكل مقبلة أذا ما تم حلها وإدراكها الآن , فتعاون وزارة العمل ووزارة التعليم العالي وغيرها من الجهات ذات الشأن اجزم انه معدوم  , وحين يتم ذلك فإن التعاون سيساهم  في تحديد متطلبات السوق و سيحدد الطريق ومن ثم الخطة المطلوب السير عليها حتى نتجاوز مشكلة زيادة العاطلين عن العمل,  فنحن في هذا الوطن نملك عقليات مخزنة في جامعاتنا من أساتذة اكادميين  على مستوى عالي من الأمانة والعلم والوطنية يحتاجون إلى فتح المجال لهم للمشاركة في صنع قرارات وزارة التعليم العالي التي هي جزء منهم وهم كذلك , لكن البيروقراطية هي الشيطان بينهم وهي التي جعلت مشاكلنا تزيد والبطالة تزيد والخسارة تزيد رغم وجود الإمكانيات وبوفرة  هائلة قد لا تتاح مرة أخرى.

  

المقال عرض على الوطن , ولم يُنشر

1. شــذى الأحــلام قال:
   أبريل 23rd, 2008 at 23 أبريل 2008 2:58 م
   ،،
   صدقت نحن ضحية البيروقراطية وأعذارها الواهية [ منهم لله ]
   التعليم لدينا يسير بخطى ثابتة ومدروسة بإتجاه شلل رباعي لا شفاء منه
   أنا لا أختلف كثيراً عمن ذكرتهم في مقالتك إلا إنني إستسلمت ورضخت للأمر الواقع
   ولم يتبقى لي سوا القليل لأبدأ بعدها رحلة تعليمية جديدة أنا من يحددها
   حتى لو كلفني الأمر لإستكمالها خارج الوطن ( مجبر أخاك لا بطل )
   ،،
   حسن العمري
   مدونتك من أكثر المدونات التي استوقفتني
   ولا أخفيك أنه طاب لي المقام فيها
   دمتَ قلماً حيّ
   ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
   * شـــذى *
2. ناجي العلي قال:
   أبريل 23rd, 2008 at 23 أبريل 2008 5:55 م
   الاخ حســــــــــــــــــــــــــــن
   
   تحية وبعد ..
   
   موضوع شيق وشايك ..
   
   ما ذكرته ياعزيزي صحيح ولا تخطئه عين كفيف !
   
   لكن
   نحن نتخبط بشدة ونسقط من علي
   
   أشعر أن هذا البلد وشعبه كالثمل لا يفيق أبدا
   
   يبقى يترنح محاولا تثبيت مشيته أو الوقوف للحظات
   ومن الذي يستطيع ان يفيق الثمل ياسيدي ؟
   وعندما يفيق يقال له ما أجملك كنت رائعا في سكرتك
   
   ما اجمل عربدتك لقد قلت حكما ونطقت دررا …!
   نحن كذلك يا صديقي مخمورون حتى الثمالة … أدمنا الشرب
   
   وباب التوبة موصود أمامنا ..
   تتحدث عن البعثات وعن المبتعثين ..
   
   وأقل لك أين العدالة الاجتماعية فيها ؟
   
   ألسنا ندعي تطبيق الشريعة الاسلامية ؟
   
   ولكي لا اتهم بالإشتراكية فالاسلام سابقها
   
   وقد أمرنا بالعدالة الاجتماعية والتوزيع الامثل للثروات ..
   
   فهل من العدالة ان يبتعث جارك ويحرم ابنك ؟
   انا هنا لا أطالب بالغاء برنامج الابتعاث .. لا أبدا .
   
   ولكن هو كقضية المدن الاقتصادية والبنك الذي يضمن
   
   رساميل المواطنين بربح دون خسارة ..!!؟؟
   الواضح ان العرب عاطفيون حتى في مشاريعهم
   
   وكل مابني على وهم وإجتهاد وهالات إعلامية مصيرة
   
   الفــــــــــــــــــــــــــــــــــــشل
   برنامج الابتعاث ياصديقي أنشئ لأغراض ودوافع سياسة
   
   وليست نتاج دراسات وأبحاث تستوجبه .
   أوافقك في كون غالب أنظمتنا المركزية بها خلل ..
   
   والدليل ان برنامج الابتعاث عاد بعد أن بدء بكثافة
   
   في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز وها نحن نعود
   
   الكرة من جديد .. اذا تيتي تيتي .. زي مارحتي
   
   زي ما جيتي
   عندما تبعث الدولة هذا العدد الهائل من الطلاب
   
   اليسا ذلك اعتراف ضمني من الحكومة بفشلها وفشل
   
   خطط تنميتها المارثونية والتي وصلت ل تسعة خطط !؟
   اخيرا
   
   طبت وطاب ممساك ياصديقي …
   لمحات \\ فيروز تشدو
   
   كتبنا ياما كتبنا …. وخسارة ماكتبنا
   
   كتبنا مئة مكتوب … ولهلا ما جاوبنا
   تحياتي
   
3. مجهول قال:
   أبريل 26th, 2008 at 26 أبريل 2008 5:32 ص
   الأخت شذى
   شكرا لكِ على إطراء المدونة
   وأشكر ردك
   وما أكثر قاعدة مجبرا أخاك لا بطل في حياتنا العشوائية
   شكرا لكِ
4. مجهول قال:
   أبريل 26th, 2008 at 26 أبريل 2008 5:48 ص
   أضحك الله سنك على هذا الأسلوب
   جميل
   ورد فاق المقال
   شكرا لك ناجي
   ولا أحرمنا الله ضلك ومرورك