رمضان ,,, يا جيل القشطة
بداية
يقول الشاعر العراقي معروف الرصافي
ولو أني استطعت صيام دهري لصمت فكان ديدنـي الصيـام ولكني لا أصوم صيـام قــــــوم تكاثر في فطورهـم الطعـــام إذا رمضان جاءهـم أعـــــــدوا مطاعم ليس يدركها انهضـام
تخيلوا يا جيل القشطة أنكم تأكلون في رمضان على الإفطار تمر وخبز المله وماء فقط على الإفطار وعريكة أو عصيدة على وجبة السحور إن كنتم من سكان جبال الحجاز
أو تأكلون تمر و أقط منقع في ماء وعلى وجبة السحور قرصان أو هريس مع قفر(لحم مجفف) إن كنتم من أهل نجد
أو ثريد وجريش وخنفروش وبلاليط ( شعيرية وسكر وبيض وزعفران ) إن كنتم من الساحل الشرقي
تخيلوا يا جيلنا المدلع أن تحرموا في رمضان القشطة مع التمر وشراب التوت وقمر الدين و السمبوسة واللقيمات والقطايف وشوربة الشوفان والمكرونة والشعيرية والمهلبية والكريمة على وجبة الإفطار
والكبسة ومشتقاتها المضغوط و والمندي والمظبي والمثلوثة على وجبة السحور
تخيلوا يا جيل القشطة
أنكم تعملون من الفجر إلى المغرب تحت أشعة شمس الجزيرة العربية الحارقة وأنتم صائمون في السوق أو المزرعة أو في القفار وراء الأغنام والإبل
بدون مكيفات و قنوات وطاش ما طاش ومسابقات و فوازير و مسلسلات ولا سهرات ولا كرة طائرة في الاستراحات
يا جيلي يا جيل القشطة أنا منكم وفيكم وأعرف مالا يعرفه الأجداد عنكم, فكما تعلمون وتأكلون أننا نعيش حياة غير و طعام غير ووضع غير عن الماضي وكما تعلمون يا جيلي الأنترنتي أن هناك أمم كانت تعيش رفاهية ثم أصبحت من أفقر العالم .
ما أصعب الفقر بعد الرفاهية
أحمدوا الله واشكروه لتدوم النعم , ولا تجعلوا رمضان إسراف في الطعام و الوقت , واسألوا عن الماضي وعن أهله لتعرفوا ما انتم فيه من خير
لقد عشت يوما واحدا مرتحلا مثل الأجداد , ففي إحدى الرمضانات الماضية ذهبت أنا وبعض الأصدقاء صباحا إلى وادي بنبان الواقع شمال الرياض , أخذنا الخيام والطعام والماء وذهبنا إلى ذاك الوادي وذقنا حرارة الشمس والعطش والتعب , أعددنا الإفطار بأنفسنا الذي أستغرق وقت طويل وعشنا حياة بدائية كما تصورنا رغم مساعدة التقنية
وبعد ذاك اليوم المتعب عرفت أننا في نعمة عظيمة مقارنة بما كانوا عليه أجدادنا
وعرفت أن أمي وزوجتي ومثلهن في كل بيت يتكبدون المتعاب في إعداد الطعام خصوصا إفطار رمضان
وقررت بعد ذاك اليوم أن أقدم العون لأمي ولزوجتي في إعداد الإفطار والتواجد في المطبخ مثل ما كنت أفعل ويفعل غيري من المبتعثين والدارسين بأمريكا وبريطانيا وكندا ونيولندا واستراليا في بيوت الإنجليز والبوشية مرغمين لا أبطال ( من فوق الخشوم ) في غسل الصحون وتحضير الطعام.
وللأسف بعد تلك الرحلة نسيت التعب
فكلام الليل تمحوه أفعال النهار
نشر المقال في مجلة عالم الغذاء
يناير 3rd, 2010 at 3 يناير 2010 6:25 م
اعجبني جدا سردك الرائع ولم الحظ مذكراتك إلا بالأمس
ومن لحظات البارحة بدأت في قراءتها وسأواصل القراءة حتى إلنهاية
لله درك أخي الفاضل كنت نعم الشاب في بلاد الغربه ومثال يحتذى به فقل مانجد شاب في مقتبل عمره يتمسك بقيمه ومبادءه في ظل الغوغاء الأوروبيه ..بارك الله فيك وفي ذريتك وأدام عليك طاعته
اهنيك لإمتلاكك القلم الحر وهنيئا للقلم وهو بين أناملك .
العنفوان
يناير 4th, 2010 at 4 يناير 2010 11:11 ص
كلامك شهادة أفتخر بها
اشكر ردك ومروك
ولا تحرمني من تواجدك