يا دكتور …. أين المذكرة؟ ( رسالة جامعة الملك سعود)
يقول المثل العربي ( أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة ) وبما أنني تخرجت من الجامعة فسأعتبر نفسي أكبر من الموجودين في ربى الجامعات الباحثين عن العلم
حيث سبق وأن درست وأجتزت المرحلة الجامعية وأعتبر نفسي أكبر في تجاوز تلك المرحلة وقد لا أكون أكبر في العمر من كل الموجودين فيها فهناك من يكبرني بسنوات
في جامعة الملك سعود أحلى الذكريات , وكثيرا ما اذكر تلك المرحلة الجميلة التي تعتبر من أجمل مراحل العمر
يقول الشاعر
مرت سنون بالسعود وبالهنا
فكأنها من قصرها أيامُ
ثم أنثنت أيام هجر بعدها
فكأنها من طولها أعوامُ
ثم أنقضت تلك السنون وأهلها
ُفكأنها وكأنهم أحلام
وما دعاني للكتابة في هذه الرسالة الغراء إلا لموضوع قرأته في جريدة الوطن بعنوان ( ندوة عن استخدام المذكرات في جامعة الملك خالد ) وكان عنوان الندوة (الأثار الضارة لإستخدام المذكرات في الدراسة الجامعية ) حينها إرتدت بي الذاكرة إلى الوراء , إلى تلك المذكرات والملخصات التي جمعتها طول الدراسة الجامعية , والتي كانت عبارة عن أوراق مصورة وغير واضحة الكتابة ( أعتقد أنها أحد أسباب انتشار النظارات بين طلاب الجامعة ودليل ذلك وجود مركز نظارات بجانب أكبر مركز بيع للمذكرات مقابل جامعة الملك سعود على طريق الأمير عبدالله ) وأتضح الأمر لي حينما أردت ذات مره بعض المعلومات عن التخصص بعد التخرج , كان الأمر صعبا للغاية , فكيف أستخرج معلومة مكونة من سطر أو سطرين من بين أنقاض هذه الآلاف من الأوراق المبعثرة .
لذلك قررت إحراق تلك المذكرات لأنها بدون فائدة , نعم أحرقتها وأحترق معها فؤادي وكأنني أحرق رسائل عشيقة , وانا من هنا أحمل هيئة التدريس في الجامعة جزء كبير من المسؤولية , لأنهم أعانونا نحن معشر الطلاب على الخطأ , وتسببوا في إنتشار المذكرات, وبالتالي إنتشار أضرارها , التي طالت خيوطها الطلاب بعد التخرج , ونالت من دور النشر , ومن المؤلفين , وحالت بيننا وبين المكتبة المركزية في الجامعة , وساقت أصحاب مراكز التصوير إلى الملايين بطرق غير شرعية , وبعد إحراقي لمذكراتي الدراسية , خلت مكتبتي الخاصة والمتواضعة إلا من كتيبات وكتب ليس لها علاقة بالتخصص الذي درسته سنوات طوال ( خرجت من المولد بلا حمص ) , على أثر ذلك تذكرت أول كلمة كانت تخرج من أفواهنا نحن الطلاب وقد تكون قبل رد السلام على دكتور المادة وهي ( يا دكتور ,,,,, أين المذكرة )
مقال نُشر في رسالة الجامعة
وهذا موقعها على الشبكة
تعليقات
إرسال تعليق