على شارع العليا … قصة قصيرة
مع بداية عصر يوم قارس البرودة جلس راشد وحيدا في المقهى يرشف القهوة التركية على الطاولة المطلة على شارع العليا العام , يتأمل حركة الناس تارة ويسبح في خيال المستقبل تارة , ويمقل النساء تارة أخرى , كانت عيناه تقع دائما على سيارات فارهة يكاد يكون اللون الأسود هو العامل المشترك , يقودها عرب بجانبهم زوجاتهم الحسناوات , وكانت عيناه أيضا تقع على النوافذ الخلفية لسيارات الأجرة , رفع نظراته عاليا وصارت عيناه تُنقب في شبابيك العمارات عله يجد لهذا الفراغ القاتل واليوم الممل ما يسده , ومع كثرة النظرات وإمتداد العين رأى شباك مفتوح , خلفه ستارة بيضاء في بناية مرتفعة الطوابق , بدأ راشد بتعديل جلسته وتهذيب شماغه ,امعن النظر ليتأمل تلك الحركة التي حركت مشاعره وزادت من نبضات قلبه , كان راشد يحس بإنجذاب نحو ذاك الشباك البعيد , بدأ قلبه يرتجف نبضا مع تدافق الخيالات , طلب كوبا قهوة تركية أخر لزيادة التركيز , دفع الحساب دون خناق على السعر , ركب الددسن وعيناه لم تفارق الشباك , دار حول البناية مرات ومرات ولا زال ينتظر بترقب الإشارات , اوقف سيارته المتهالكة بعيدا , أقفل لياقة الثوب ولبس نظارته الشمسية السوداء, وأرتجل متجها نحو البناية , ومع إقتراب راشد من المبنى أرتفع رأسه للأعلى وزاد تحديقه , وقف لدقائق يتأمل وإذ بالستارة تتموج , حينها حس راشد بمن يناديه , لم يستطع الصبر , عد الطوابق لتحديد الشقة ودخل المبنى بخطى متسارعة نحو المصعد , وفي الطابق المحدد وجد باب الشقة مفتوحا وحينها وقف مترددا بين الأنتظار او العودة , وبينما هو كذلك خرج رجل عربي ضخم البنية حسين الهندام جاد الملامح , ومع توافق النظرات… اهلا وسهلا تفضل
قال راشد - وهو يرتجف - واين اتفضل؟
- أعذرنا فالمؤسسة لازالت جديدة واللوحات الإعلانية لم تُركب , هل تبحث عن عمل؟
- نعم نعم أبحث عن عمل
- وما مؤهلاتك ؟
- ثانوية عامة بتقدير جيد جدا وبنسبة 84% علمي
- جميل , لدينا لهذا المؤهل - مندوب مبيعات
- وما مجالكم ؟
- مكافحة القوارض والحشرات
- كم الراتب ؟
- الراتب 1300ريال مع الحوافز وعندما تثبت جدارتك سنزيد لك الراتب
- هذا راتب زهيد وعمل لا يناسبني - تركه واقفا وذهب
الصورة المرفقة من الأنترنت
ــــــــــــــــــــ
3 تعليق
فبراير 14th, 2010 at 14 فبراير 2010 11:29 م
أعان الله شبابنا الذي
يعاني البطالة وعدم
الحصول على فرص العمل
ليته سعى وفكر للخروج من
هذه الدائرة بمشروع يرفعه
بدل التسكع في المقاهي
بارك الله فيك
قصة معبرة لحال الكثير
فبراير 28th, 2010 at 28 فبراير 2010 2:51 م
والنقد تحتمل محاور عديدة
اول زيارة وبالتأكيد باذن الله لن تكون الأخيرة
دمت بكل الخير
نوفمبر 8th, 2011 at 8 نوفمبر 2011 12:17 م
تحكي أمر واقع حقا