اليوم العالمي للهيعة ( 5 يونيو )
قيل لي : أن رجل كبير في السن حين سألوه ما معنى البيئة قال أعتقد أنها زي الهيعة ( الهيئة ).
كنت أسير في الكوين استريت ( شارع الملكة ) بمدينة أوكلاند العاصمة التجارية لنيوزلندا , وفي أخر الشارع رأيت تجمع لأناس تحمل لوحات ومزامير وطبول ينشدون بهدوء ويعزفون الألحان الحزينة , وعندما قربت من هؤلاء المتظاهرين سألت احدهم ( لقافة ) وش السالفة قال لي ألا ترى اللوحات , حينها عدت أدراجي و تابعت الحدث من بعيد وبعد تمعن في اللوحات والأسلوب عرفت أن كل هذه الهيلمة وهذا الحشد الهائل من أجل حماية البيئة , كان اعتراضهم على إنشاء مصنع في محيط تلك المدينة الجميلة وأن المصنع سيلوث الهواء والتربة , لقد أحسست بعد ذلك الموقف أننا جاهلون ومتجاهلون للبيئة وكل ما يتعلق بها .
تذكرت على أثر ذاك الموقف عندما زرت أحد الأقرباء في مدينة الرياض وبالتحديد جنوب الرياض بالقرب من مصنع أسمنت كبير في تلك المنطقة , في الحقيقة الوضع هناك لا يطاق , كان اثر الغبار الناتج من المصنع واضح في الهواء وفي المباني وفي الشوارع المحيطة بالمصنع , لقد وصل العمران إلى أسوار المصنع وهو الآن يتعداه ولم نرى حل لذلك , وكما تنص المواثيق الدولية ( من حق الإنسان أن يعيش في بيئة سليمة وصحية ونظيفة خالية من التلوث البيئي ) .
حتى على مستوى الأفراد هناك جهل كبير بالبيئة علما بأن تعاليم الإسلام حثتنا على النظافة وهي سبل من سبل المحافظة على البيئة , والنظافة ليست مقصورة على الأبدان بل هي شاملة لكل تعاملاتنا في المنزل في العمل وفي الشارع وفي الحديقة العامة وغيرها من أماكن تواجد الإنسان , هناك تصرفات لبعض الأفراد هي أقل من التصرفات الحيوانية بل أن الكثير من الحيوانات تدفن مخلفاتها , لذا القانون وإيجاد الثواب والعقاب هو الضابط الفعلي لحماية البيئة من الإنسان سواء كان فقيرا يلوث الأماكن العامة بسجارته و مخلفاته البسيطة أو تاجر يلوث الأرض والسماء بتجارته ومصانعه و مخلفاته الكبيرة , وكما قال الشاعر جميل صدقي الزهاوي
إذا تساهل شعب مشى إليه الشتات
للناس في العفو موت وفي القصاص حياة
نهاية
البيئة هي الحياة
نشر المقال في مجلة البيئة والتي يشرف عليها
أ/ عبدالعزيز غازي الغامدي
تعليقات
إرسال تعليق