ياليتني شيخ قبيلة في أم رقيبة
بداية
قال الملك هنري الرابع
مُحبوا الأكل ومُحبوا النوم عاجزون عن القيام بأعمال كبيرة
سأل مقدم برنامج مجموعة أطفال وقال لهم ماذا تريدون أن تكونوا في المستقبل ؟ فكانت إجاباتهم محصورة بين الطبيب والمهندس والمعلم والضابط في الجيش أوالشرطة وهي نفس الخيارات المهنية الدارجة بين الأطفال من بداية عصر النهضة أو شبه النهضة العربية , وهي تخلتف جذريا عن الخيارات المطروحة أمام الأجيال السابقة والتي لم تكن تجد ما تأكله فضلا عن إتاحة الخيارات أمامهم خصوصا في مناطق البادية والقرى النائية , أما أنا , لو سُألت هذا السؤال وأنا صغير لتمنيت أن أكون شيخاً لقبيلتي وكم تمنيت ذلك ولا زال الحلم يراودني حتى هذه اللحظة , بل سأسعى إلى الإنقلاب على شيخ قبيلتي بالنظام الديموقراطي القبلي وليس السياسي وبعد تسلمي لمشيخة القبيلة يحلها حلال.
فالمعروف في نظام القبيلة العربية أن مشيخة القبيلة تكون بالوراثة , لذا سأعمل على تغيير النظام إلى نظام جديد سأطلق عليه نظام القبيلوقراطي بمعنى أن يكون بالإنتخابات مثل إنتخابات البلدية .
طبعا هناك سؤال يطرح نفسه وقد يطرحه القارئ وهو لماذا تتمنى أن تكون شيخ قبيلة؟ , والأجابة بكل بساطة ليس لمجرد الوجاهة فهي مضمونة في مجتمعنا العربي بل للبطانة ( من البطن ) فمن العادات أن شيوخ القبائل هم أول الجالسين على الولائم وأول من تصب لهم الدلال ( جمع دلة ) اي القهوة العربية , وأول الاكلين وأول الشاربين , لذا من المعروف أن أكثر شيوخ القبائل أصحاب كروش كروية مليئة بالمفطحات والمندي والحنيذ , حتى أن بعض الشيوخ لهم ألقاب متداوله بين أفراد القبيلة وهم لا يعلمون عن تلك المسميات التي تُطلق عليهم سرا , أذكر أن شيخ قبيلة معروف يسمى محمد خروف ( لحبه للمفطحات ) وأخر أسمه سعيد ويلقب بــ عصيدان ( من العصيدة ) وهذه المسميات تدل على أن هناك إستياء غير مُعلن من أبناء القبيلة الواحدة من التميز الذي يناله شيوخ القبائل خصوصا في الولائم , علما أن بعض شيوخ القبائل لا تراه إلا في الولائم فقط فهو لا يقوم بواجبه الإصلاحي والإجتماعي لأنه مشغول في حضور الولائم , أو مشغول في إقامة الولائم على حساب غيره .
ومن هذا إقامة مزايين الأبل بأسم القبيلة , وأرى أنه نوع من أنواع الإبتزاز لأموال أفراد تلك القبائل , والذي نتج عنه إهدار لا طائل منه في الأموال وفي الطعام من أجل تلميع أسم القبيلة , إحدى القبائل كلفها حفل المزايين 60 مليون وهذا مبلغ كبير جدا ومخجل في نفس الوقت , تخليوا أنه صرف في مزايين الرجال طلاب العلم , هناك قبيلة معروفة ومشهورة في جنوب السعودية لديها صندوق تعليمي لتعليم اللغة والتعليم العالي خارج المملكة خاص بأبناء قبيلتها وهو نوع من التزيين الفعلي والهادف لأبنائها واستثمار مربح , إن ما حصل هذا العام والعام المنصرم وما قد يحصل في الأعوام القادمة في مهرجانات المزايين القبلية لأمر خطير جدا خصوصا مسألة الإسراف والبذخ في الطعام بغض النظر عن السلبيات الأخرى مثل العنصرية الخطيرة والتي تقوم عليها وتسوقها قنوات البعارين الفضائية (اعلام الناقة) وتتفنن في تفخيم أسم القبيلة بطريقة عنصرية بحته وهي مصيبة أخرى يشترك فيها الشعراء الشعبيين.
المشكلة في أن أكثر شيوخ القبائل يبحثون عن الأموال من أفراد القبيلة الأغنياء لإقامة حفل مزايين أو رقصة شعبية أو وليمة فيها أكبر صحن كبسة في العالم ترمى في حاوية النفايات كل ذلك من أجل عيون شيخ القبيلة الموقر لتدخل القبيلة في موسوعة جنيس , ولم يجتهدوا شيوخنا المكرشين (من الكرش ) يوما للقيام على فقراء ومساكين القبيلة بين القفار وفي وسط المدن هو الدور المهم لشيوخ القبائل .
تعليقات
إرسال تعليق