سوق مربض الحمير
دخلت على محاسب الشركة لأستلم الراتب كالعادة
كان الرجل حينها ولأول مرة مشغول امام شاشة الكمبيوترعلى وجهه علامات البسطة
وضع السيجارة بين اصبعية وبكل هدوء سحب دخانها لتمكث برهة في صدره ليخرجها سحابا تمشي الهوينةقلت : بغيت الراتب يا طويل العمر
قال : أبشر … ترك ما بيده وأستدار الى صندوقه القابع خلفه واخرج المال
قبل خروجي قلت : الله يزيدك بسطة وش الطاري
ومن بين جزيئات الدخان قال : لا يفوتك السوق خذ رزقك مع الناس تراه طيب
ذهبت الى البيت وقلت بعد حديث مع النفس مالي ومال الاسهم ….. شغلة لا أجيدها لا تهمني
ومع كثرة الحديث في المجالس وفي القنوات حول الاسهم بدءت أفكر في الامر
ومع استلام الراتب الأخر وقفت أمام المحاسب وهو بنفس الوضع والحاله مسرورا فرحا
همس في اذني وقال : عليك بصندوق الامانه تراه طيب يا طيب
وكما قيل مع كثرة الدق يفل المخ
- توجهت الى البنك البريطاني متخوفا ووضعت مبلغ " طيب "
- هبط السوق وخبط
- وذهبت 45% من المبلغ الطيب
ومع وقفاتي المتتالية أمام المحاسب " الطيب " لاحظته تلك المرة بصورة مختلفة
يشفط نصف السيجارة بشفطه واحده ثم ارسلها على وجهي كجلمود هواء حطه الجسم من ابط
قلت : راح 45% من المبلغ الطيب يا طيب
نظر لي بنظرة قاتلة وقال : بلاك في سوق الضلفعة وخثيقانخرجت وانا في حيرة من الرجل ومن معنى الكلمة…. الضلفعة وخثيقان
قيل لي لاحقا " أن الضلفعة هي قرية من قرى القصيم فيها سوق بسيط عبارة عن بسطات
وخثيقان هو أحد أودية وادي الدواسر تربض فيه الحمير وتتبرز
اعزكم اللهوهي مشابه لأماكن كثيرة معروفة لدينا
تعليقات
إرسال تعليق