وجوه قابلتها هناك
ديفن بورت من أعلى
7/8/1424هـ
عدت إلى المنزل بعدما قضيت 7 ساعات من الصباح الباكر ما بين المسرح والمكتبة المركزية
ومحلات وأسواق وسط أوكلاند
عند دخولي البيت وجدت أنتلا السويسرية الجنسية
إيطالية الأصل
فيها من اللقافة الشئ الكثير
جالسة في الصالة
عند قربي من باب الصالة تبسمت وأشارت بعينها للجهة المقابلة
لم أفهم ما تقصد
ولم أبالي بها كثيرا
توجهت الى غرفتي مباشرة
ووضعت حقائبي وكتبي في الغرفة
وعند عودتي للصالة
لمحت شخص غريب
ذو ملابس سوداء أنيقة
ملامحه عربية
ابيض البشرة
قام من مكانه وقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قلت وأنا مندهش وعليكم السلام
والجميع يبتسم انتلا و كرستين العجوز و شيري أبنة كرستين العجوز والتي تقطن في الحي المجاور ( تكابونا )
وسأحدثكم لاحقا عن شاطئ تكابونا الجميل
فرحت بسلمان الشمري الوجه السعودي الجديد على المعهد وعلى منزل شيري
نعم فرحت به كثيرا
تحدثنا العربية في زاوية الصالة والجميع يسترق السمع
أنتلا السويسرية تضحك مع كل همسة من همساتنا العربية
تضايقت من تصرفها
وأخذت سلمان ودخلت المطبخ
أخذنا كوبين كفي بالحليب
وتوجهنا لغرفتي
سلمان الشمري
أخواله من وادي السرحان في الأردن
شاب في 23 من عمره
تخرج من الثانوية بنسبة ممتازة 96%
لكن كانت مشكلته التخبط بعد الثانوية
وهي مشكلة يتحملها النظام التعليمي عندنا
ونسبة قليلة يتحملها الطالب
سلمان كان يدرس في كلية العلوم الطبية بجامعة الملك سعود
وكان الطب هدفه
لم يرتاح في كلية العلوم الطبية فخرج منها
وجلس عاطل فترة من الزمن
وبعدها أختار نيوزلندا ليتعلم اللغة و غيرها من العلوم
المصادفة أن سلمان يقطن مدينة الرياض
ولا يفصل بيينا في حي الروضة وحي الخليج إلا شوارع بسيطة
والعجيب أننا نتواجه في أقصى الأرض
وهذه من فوائد الأسفار
يدرس سلمان في نفس المعهد الذي أدرس فيه
أجتمع فيها الكرم والذكاء
أتذكر أنه أهدى لمدرسته الإنجليزية في المعهد عطر قيمته 100 دولار في يوم توديعها
لم تتمالك المعلمة نفسها فبكت فرحا بهذا التقدير من سلمان
علما بأن أكثر الطلاب قدموا لها أوراق تذكارية وخيوط على المعصم لا تتجاوز قيمتها 3 دولار
وتقول لم أجد هذه الهدية من أقرب الأقربين زوجي
بالنسبة لي أنا أتذكر أني قبل سفري ذهبت إلى سوق الشرقي في الروضة الواقع على شارع أنكاس
وشريت من بسطات النساء هناك
شيلة بعشرة ريال لكرستين وذلك عندما علمت أنني سأسكن مع عجوز عمرها 65
وشريت شماغين سعودي ماركة العقل بعشرين ريال
أهديته فيما بعد للياباني أتسو
ولصديق برازيلي أزعجني على حبه للشماغ
طبعا الهدايا قيمتها بسيطة لكن كان له أثر عظيم جدا
لا أحد يتصور أثر الهدية قبل تقديم الهدية
ومقدار الفرحة للمهدى له خصوصا الغربيين
أعود لسلمان وأقول
هذا الرجل لا أدري أين هو الآن
رغم محاولاتي للإتصال به
قيل لي أنه من تلك الأيام إلى هذا اليوم لا زال هناك في روابي نيوزلندا
أتمنى له التوفيق والنجاح
في الأيام القادمة سأحدثكم عن قصص لا تنسى مع سلمان
ورحلتي معه دون اللغة العربية مع كرستين إلى روتوروا وهملتون وعودتنا بالقطار الجميل من هملتون إلى أوكلاند
أغسطس 5th, 2009 at 5 أغسطس 2009 4:18 م
شعرت انك تحاول ان تقول كل شي في وقت واحد
وشعرت انني ضعت!!
أغسطس 7th, 2009 at 7 أغسطس 2009 4:14 م
علما بأن هذا الموضوع وهذا النص بالذات وجد قبولا في أحدى المنتديات التي أكتب فيها مذكراتي ووصل القراء الى أكثر من عشرين ألف قارئ
وهنا
سأعدد الفوائد لك لكي لا تضيع
1- وفاء لصديق قابلته هناك
2- لمحة لتخبط التعليم عندنا خصوصا التعليم العالي
3- احتقار الغرب للغتنا العربية والتي يتعبرونها ذات اصوات عالية .
4- رسالة بأن لا يستسلم الشاب لوضعه السيئ بل يبحث عن حظه هنا وهناك
5- الأسفار قد تجمعك بمن يعيشون بقربك ولا تعرفهم إلى في أقصى الأرض.
6- المقال رسالة لكل من يحب الأسفار أن يدون ما يرى في تلك البلاد البعيدة عنا لنتعرف على ثقافاتها وعادتها مثل ما هم يفعلون بنا.
وأشياء أخرى أيها المجهول أتمنى أن لا تضيع مرة أخرى