سمية ... تلك الفتاة الصغيرة .... قصة قصيرة
في الصباح الباكر، تعبر ابنة الإثني عشر ربيعاً تلك السمراء التي اسمها ( سمية ) الشارع فيما تخبئ في أعماقها حزنا مظلما وهموما كبيرة لا تليق بفتاة صغيرة مثلها .. حين أراها تعبرالشارع كل صباح، يمتلئ قلبي بالعبرات .. وحيدة هي تعبر إلى مدرستها .. ليس ثمة أب .. أو أخ .. أو سائق يقلها إلى حيث تتلقى دروس النور .. في مشيتها، ونظراتها، وحركتها أبصر حزنا كبيراً ..فيما هي تحمل على ظهرها حقيبة محشوة بالكتب والأحلامالمهدورة! أتمعن في وجهها أحياناً، فلا أبصر غير جفاف الحياة .. وفي كل مرة أبصرها .. أقطع جازماً بأنها لم تتناول فطورها الصباحي بعد .. يتفطر قلبي حين أراها وهي تعبر شوارع الرياض وحيدة .. في أحد الصباحات، وفيما كنت أستقل السيارة بجوار أخي الأكبر، وفيما كنا نتريث قليلاً ريثما تسخن ماكينة السيارة .. أبصرت "سمية" تعبر أمامنا، مثل كل صباح هي تعبر، وكأنها ساعة سويسرية لا تتأخر عن موعد ذهابها ولو ثانية ! . أخي الأكبر ترجل حين رآها .. وقال لها بلطف أب حنون: "سمية، تعالي يا سمية" ومد لها حفنة ريالات .. توقفت "كان جسمها نحيلاً" ونظرت إليه فيما ارتسمت على وجهها بسمة تحقير مفادها: "أنا لا أحتاج مالاً .. أنا أحتاج أمي التي تركتني، وتركت أبي من أجل المال ومباهج الدنيا"! ودون أن تمد يدها .. مضتتاركة أخي يتمتم بصوت خفيض: "المال نقمة .. والقناعة نعمة" .. وفي صمت سارت بنا السيارة .. إلى حيث نشاء.
مارس 25th, 2008 at 25 مارس 2008 8:44 م
قصة جميلة ومبدعة
نتابع بامتنان
أبريل 12th, 2008 at 12 أبريل 2008 6:23 م
أغسطس 7th, 2008 at 7 أغسطس 2008 10:40 ص
ولكن ليس بقدر اعجابي بقلمك
ونسجك الجميل القصة
تقديري لك هديل
نوفمبر 29th, 2010 at 29 نوفمبر 2010 3:09 م
لاتحرمنا جديدك
نوفمبر 29th, 2010 at 29 نوفمبر 2010 11:26 م
لك
ولا تحرمنا مرورك
فبراير 20th, 2011 at 20 فبراير 2011 8:27 ص
لكن قد تسرد علينا القصة ولاتحرك فينااي مشاعر,,
لكنك يااستاذ حسن اتقنت اسلوب القصة وسردهاا!!
واتوقع هذا ليس بجديد عليك فأنت مبدع كالعادة..
موفق
فبراير 20th, 2011 at 20 فبراير 2011 10:54 ص
الإبداع في كلماتك الجميلة
سبتمبر 7th, 2012 at 7 سبتمبر 2012 6:02 م
سلاسة وتناسق وسبك سليم وكتابة نموذجية
سئمنا من ركيك القول وحشف الكتابة والكلمات المشوهة ..فأعدت لنا الثقة
لك أيها العزيز المدون العمري كل كلمات الإعجاب والإنبهار ..فأنت مقارنة بأغلبية من يكتبون هنا معلم ،وأستاذ
فكرة وإلماحة بأقصر الطرق ,,للأسف ليس أمامي إلا الكلمات ،التي تقصر عن التعبير
في النهاية هل بسمة البنت أمام أخيك بسمة تحقير أم بسمة استخفاف أم بسمة سخرية نوعية البسمة تكشف الشخصية وليس بمقدورك تحديد نوعها ..وأيا كانت فهو موقف يدعوا للتأمل