جلسة كراث (للقصمان)

بداية

يقول الشاعر

يا محلا المجلاس بارض خليــــــه   في روضة فيها الخزامى مزاهير

وهبت عليك النود تالي عشيـــــــه   وشربت فنجال ا لدلال المباهيـــر

فنجال ما صبوه من زمزميــــــــه   ولا صلحنه راعيات المناكيــــــر
امصلحن في دلة شاذليــــــــــــــه   من وارد الرسلان خلف الدناقيــر
وان سقت شوفك للرياض الفضيه   شفت الخزامئ والنفل والنواويــر
والارض مثل الزل خضرا طريه   لا شفتها تزيل عنك التفاكيــــــــر

         

        الجلسة دائما مرتبطة بالعرب أينما ذهبوا لحبهم الجم للحديث والثرثرة فالعرب كما يراهم الأديب السعودي عبدالله القصيمي ظاهرة صوتية  ضجت بهم القنوات الفضائية والأنترنت والصحف حتى سراديب باريس ومقاهيها غصت بهم وبثرثرتهم  , والجلسات تحمل الخير والشر فعندما تكون جلسة ذكر وتعليم  وثقافة بكل تأكيد تختلف عن جلسة البلوت واللهو واللعب , وظاهرة الجلسات منتشرة في كثير من الأقطار العربية , فهناك الديوانيات التي يشتهر بها أهل الكويت وقطر والأستراحات وجلسات الرصيف خصوصا على أرصفة مداخل المدن والتي يشتهر بها أهلنا , حتى الأماكن المخصصة للمشي مثل شارع الحوامل المعروف في الرياض تجد الناس  تحرك ألسنتها أكثر من حركة عضلات الأقدام , ومع مرور الزمن وتقدم الغرب والشرق التقني تطورت الجلسات فمن جلسة القات تطور الأمر إلى ان اصبح هناك جلسات بلتوث .

         و قبل عدة سنوات قرأت رواية خطوات على جبال اليمن للدكتور سلطان القحطاني وقد تم تصوير الرواية في مسلسل كان بطله الفنان السعودي المشهور راشد الشمراني (الواصل ) وكان أسم المسلسل خطوات على الجبال تم عرضه على القناتين السعودية واليمنية  قبل ثلاث سنوات تقريبا , المهم في الموضوع أن الرواية وليس المسلسل - لأنني لم أتابعه بشكل كامل -  تتطرقت بشكل أو بأخر إلى بعض مشاكل وهموم  الرجل اليماني ومن أهمها جلسات القات او جلسات التخزين كما تسمى هناك والتي يهدر فيها الرجل اليماني كثيرا من الوقت والمال وهي من أهم المؤثرات التي تؤثرسلبا على الإنسان وبالتالي العائلة والمجتمع بأكمله خصوصا إذا كان الأمر شائعاً رغم أن ضرره الأكبر يقع على متعاطي القات لوجود نوعين من المخدر وهما كاتينون وكاتينين لذا هو محرم شرعا بأتفاق أكثر المذاهب , ونبات القات مشهور في اليمن واثيوبيا والصومال ويقال أنه نُقل إلى اليمن بواسطة الأحباش عندما كانوا يحكمونها.

        والمشكلة الحالية تكمن في أن بعض أهل اليمن يتوجسون من الخوض في أي حديث عن هذا الموضوع لأنه محسوم عند بعضهم أو أكثرهم بمعنى أصح لكونه ظاهرة إجتماعية معروفة , ومن المضحك أن هناك صديق يماني خفيف الظل عندما كنا نتحدث ذات مرة عن القات قال لي  مدافعا ومهاجما في نفس الوقت يا أخي إذا عندنا جلسة قات فعندكم في السعودية جلسة كراث , طبعا الرجل يقصد أحد الأقاليم السعودية في منطقة نجد , فالنساء هناك عندما يجتمعون لهم عادة بأكل الكراث مع الخبز والليمون والشاي أومشروب الزنجبيل الساخن وقيل لي يضاف للكراث زيت عند بعضهم , وغالبا  تكون الجلسة بعد العصر (عصرية ) وهو خلاف جلسات التخزين اليمنية التي تكون بعد الظهر.

       وهنا سأشيد بالكراث وفوائده لكن بدون شاي , فالكراث نبات معروف مثير للشهية ومدر للبول ومجدد لنشاط الجسم وزيادة القدرة الجنسية (1) وهو ما يعجب العرب وهو عكس القات رغم أن هناك أقاويل غير علمية تنفي ذلك بل تضعه ضمن المنشطات الجنسية , ويعتبر الكراث مفيد جدا في مقاومة نزلات البرد بسبب احتوائه على نسبة عالية من فيتامين C لذا نجد أن الشوربة المعمولة من الكراث تساعد في علاج الرشح والاحتقان الناتج عن البرد خصوصا إذا أضيف مقدار من الفلفل (2) , ويعتبر الكراث من أهم مكونات السنبوسة الرمضانية لذا أكثر السعوديين لا يعرفون الكراث إلا في رمضان وهو من العناصر الموسمية مثله مثل بعض المواد الغذائية التي لا تعرف إلا في رمضان

       وبتلك الفوائد يكون الأمر محسوما لصالح جلسات الكراث من الناحية الصحية مقابل جلسات القات الضارة , ولكن لو سُألت مع من ترا نفسك ؟  فسأقول بأنني محايدا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء فجلستي لا تخلو من الغميلة ولن أخبركم ما هي الغميلة فهي خاصة بجلسات أهل الحجاز.

(1)            أغذيتنا ما فائدتها , لخليفة الإسماعيل

(2)            أغذيتنا ما فائدتها , لخليفة الإسماعيل

حسن العمري

نشر المقال في مجلة عالم الغذاء

  

1. سمو الانسان قال:
   ديسمبر 20th, 2008 at 20 ديسمبر 2008 12:42 م
   مقال جميل وطريف فعلا حتى الجلسات اصبحت لاهداف فهناك جلسات لمشاهدة المسلسلا ت وغيرها
   
   جلسات وجلسات وافضلها برائحة القهوة وشاي النعناع بلا نميمه ولا كراث وبالطبع لاقات
   
   لكن لابد ان تخبرنا ماهي الغميله ؟
   تحياتي
2. حسن العمري قال:
   ديسمبر 20th, 2008 at 20 ديسمبر 2008 1:03 م
   اهلا سمو الإنسان
   سأخبرك في أخر الحلقة إن شاء الله
3. ياسر قال:
   ديسمبر 29th, 2009 at 29 ديسمبر 2009 9:26 ص
   الواضح من مقالاتك انك تريد الشهره من خلال اقحام القصيم في مواظيعك لا اعلم لماذا
   وهذ يدل على بغظك لاهل القصيم حتى كتبهم لم تعجبك
   ولا اعلم لماذا وظعت أسماء الكتب وهي لم تعجبك لان هذا السؤال حيرني كثيرا؟ هل تريد ان تختصر علينا المسافه بعدم قرائتها لانك اطال الله في عمرك قراتها ولم تعجبك
4. حسن العمري قال:
   ديسمبر 30th, 2009 at 30 ديسمبر 2009 7:08 ص
   اي شهرة ياأخي
   لو أريد الشهرة
   لأستخدمت الدف والطبلة
   انا أحترم رايك في مدونتي
   فأحترم رأيي في هذه الشبكة العالمية
   ما أحترامي لك
   وانا لست عنصريا
   بالنسبة للكتاب
   كاتبة اعتقد انه من اهل الرياض
   والطريق يقع في الرياض واسمه طريق القصيم
   انا متأكد انك لم تتطلع على الكتاب
   لو أطلعت عليه فلن تفرق بين مخاوي الليل وبين هذا الكتاب وبين مقهى ابو هيثم على الطريق نفسه
   تحيتي لك
5. مجهول قال:
   أغسطس 26th, 2011 at 26 أغسطس 2011 2:10 ص
   مقال رائع أشكرك ، يَ آخيَ آلعزيز ،
6. مجهول قال:
   ديسمبر 6th, 2012 at 6 ديسمبر 2012 6:31 ص
   بصراحة انا من القصيم ولا ارى اي تحريض او انتقاص للقصمان مقال رائع وخفيف دم