اخر يوم في اوكلاند … نهاية القصة



 

مع الصباح واجهت كرستين
 
كان البيت كله جاهزا للنقل
قالت : اليوم أخر يوم لك يا هاسن
ورحلتك ستكون غدا لذا ستنام اليوم في بيت شيري
لا تتأخر في الليل رتب شنطتك من الأن وتعال قبل الساعة الرابعة عصرا
خرجت من البيت بالباص متوجها الى وسط اوكلاند
هناك قابلت أخي اسماعيل
وصلاح الكويتي
وسلمان الشمري
أخذنا جولة حول أوكلاند بالسيارة وجلسنا في كفي إيطالي 
ومع تمام الساعة الثالثة توجهنا بسيارة صلاح الكويتي إلى البيت لأنقل شنطتي الى بيت شيري
وعند وصولي البيت وجدت شركة النقل متواجدة
كانت كرستين قد باعت بعض اعراضها عن طريق النت
انطلقت مباشرة الى درج التسريحة فلم أجده في غرفتي
صعقت مذهولا
سألت كرستين عنه قالت في الحوش
قالت لي … لماذا؟
تركتها واقفة وذهبت الى درج التسريحة السحاب 
 
سحبته كله وأخرجته 
ومددت يدي الى الداخل وسحبت الجواز الأخضر
وهو المكان الذي خبئت فيه الجواز قبل قرابة سبعة أشهر
عندما قمت
كانت كرستين تضحك ومعها عامل النقل والسائق يتبادلون الضحكات
ابتسمت لهم وأخذت الشنطة
قالت كرستين العشاء في بيت شيري قلت لا انا ذاهب مع اخي وأصدقائي
سألت عن كمياكي الياباني فلم أجده 
قالت كرستين لقد اتى من العمل يبحث عنك ليودعك

 

لأنه أنتقل للسكن مع يابانيين بعد رحيل كرستين من بيتها
قلت بلغيه تحياتي
توجهنا بالسياره الى وسط أوكلاند حيث المطاعم ومحلات الكفي
تجولنا في كل مكان وعرفت اخي اسماعيل على كل شي أعرفه في أوكلاند
كان أخي صامتا حزينا على ذهابي
وكنت متألم كثيرا أنني سأودعه في بلد الغربة
فلقائنا لم يتجاوز بضعة أيام
وأخر المطاف بالأحبة سلمان وصلاح
كان في مطعم هندي صاحبه مسلم
عزمنا الكريم سلمان الشمري بمناسبة الوداع
وبعد ذلك ودعتهم جميعا 
وودعت أخي 
ركبت مع صلاح وتوجهت الى بيت شيري
دخلت البيت وهناك واجهت كرستين وشيري وزوجها الطويل ستيفن
وقالت هذه غرفتك
وهذه رسالة من كمياكي لك 
إستلقيت على الفراش وقرأت الرسالة
 
تمتمت بصوت خفي شكرا يا كمياكي
تذكرت البطاقة التي كتبها طلاب الفصل والمدرسة كاثي ووضعت الورقتين في ملف خاص
 


 

كنت حينها متعبا حائرا فرحا حزينا …. نمت بهدوء
ومع بزوغ الفجر طرقت كرستين الباب
قمت وصليت الفجر
وكويت ملابس الرحلة
وكنت قد نسيت أن أعطي اسماعيل الجوال 
من حسن الحظ ان إسماعيل كان مكان إقامته قريبا من طريق المطار
لقد تبرعت كرستين بإصالي للمطار
وقالت أنا من سيوصلك الى المطار
توجهنا الى مكان إقامة إسماعيل 
وكان يوم أحد
لم تكن الحركة كثيرة في اوكلاند
وصلنا بيت إسماعيل طرقت الباب لا أحد يجيب والوقت يسرقنا
نظرت في كرستين فأشارت لي ان المطار بعيد
عليك أن تستعجل
لاحت لي فكرة
توجهت الى جانب البيت وطرقت شباك إسماعيل
كان الشباك كبيرا جدا
كان اسماعيل نائما 
اعطيته جوالي بالشريحة
وودعته وداعا حارا 
كانت عيني مليئة بالدمع
وعند الباب لوحت له بيدي 
وركبت مع كرستين الى المطار
وهناك سجلت بيانات التأكيد
وعزمت كرستين على كرسون ودونات وقهوة
ومع أخر خمس دقائق ودعت كرستين ومددت لها بالباقي من النقود النيوزلندية إكراما لها
لم تكن كثيرا كانت فراطة
وانطلقت الى البوابة
ومع أخر نظرة لكرستين العجوز
وجدتها تبكي
والله كانت تبكي
لوحت لها بيدي من تلك النقطة
وأخرى بالقرب من البوابة رقم 7 المؤدية الى الطائرة
توجهت الى مقعدي رقم H38
كان بجانبي فتاة هولندية مرقطة
كنت أكتب هذه الكلمات على ضوء كشاف الطائرة 
وبعدها نمت من جديد
كانت الرحلة قرابة 11 ساعة

 

وفي مطار هوك هونق وعند خروجي من الطائرة مباشرة وجدت فتاة صينية 
قالت لي هل انت سعودي 
قلت نعم 
قالت سنختصر الوقت عليك لتأخذ طائرة الآن عوضا عن الطائرة التي ستكون بعد ست ساعات
قلت تم الله يتمك
قالت أنتظر قليلا هناك سعودي أخر سيكون رفيقك
تعجبت ان يكون معي ولم أراه
خرج الشاب السعودي و اسمه خالد العطوي من أهل تبوك
توجهنا خلف الصينية مسرعين الى الطائرة المتجه الى البحرين ومن ثم الى الرياض
وفي تلك الطائرة تغيرت الوجوه وتغير التعامل وتغيرت الروائح
فكان أكثر من في الرحلة عمال متجهون الى الرياض
جلست على مقعدي بجانب فلبيني ميكانيكي سيارات يقول لي أنه سيذهب للعمل في بيشة القريبة من مسقط رأسي
جلست بضع دقائق 
وبحثت عن خالد العطوي لأجلس بجانبه وبعد حوار طويل مع المضيفات و الفلبيني جار العطوي 
جلست بجانب العطوي الذي لم يمكث في نيوزلندا أكثر من اسبوعين
وعندما سألته عن السبب
قال لي بنبرة الحزين
لا يمكن أن اتعلم على حساب غيري انا طلعت الى هذه البلد على حساب اخوتي
وعندما وصلت نيوزلندا أدركت أنني لن أنجز أهدافي خصوصا وأن لغتي ركيكه
لذا اختصرت التكاليف والديون وعدت الى السعودية
فهنا ستعيش ستعيش 
وجهة نظر ……. وله ما يريد… وقد تكون الظروف … مسكين السعودي يتعلم لغتين ويواجه البطالة في بلده 
لقد اصبحت اللغة هي المحك
وهو غير صحيح بمقياس الأمم المتقدمة
وبعد قرابة التسع ساعات وصلنا الى الرياض بعدما توقفنا قرابة الساعة في المنامة
وفي المطار
كنت انتظر حقيبتي والشوق في قمة حضوره
ومن بعيد رأيت أخي سعيد يتجه لي وعلى صدره بطاقة العمل إذ يعمل في مطار الملك خالد في تلك الفترة
سلمت عليه سلام حار
وكانت الشنطة لم تصل 
قالوا لي تعال أستلمها غدا
ذهبت مع سعيد ووجدت أبي العزيز واخي محمد في الإنتظار
سلمت عليهم سلاما الغائب القادم من الغربة
وكأن السبعة شهور سبع سنوات عجاف
أخذنا خالد العطوي معنا وأنزلناه في فندق صحارى
وتوجهنا الى البيت
ووجدت ووالدتي قد جهز العريكة بالسمن والعسل الحجازي وقد صدمت والدتي من النحافة التي أصابتني 
وفي اليوم الثاني دعا ابي الاقارب تكريما لوصولي
وبعدها كان مجلسنا عامرا بصحبتي في
بصحبة شركة سدافكو
وصحبة الجامعة
وصحبة الحارة
مررت بعدها على مطاعم الرياض التي طالما أشتقت لها
فوال الغامدي في طريق الحجاز
ومعصوب باقبص في الروضة
وشورما وبروستد مقصود في شارع الستين بالملز
ومثلوثة الملكية بحي الخليج
ومشويات الرافدين بالقرب من بيتنا في الروضة بشارع الكهرباء
كنت مشتاقا للطعام خصوصا بعد فقدان ما يقارب 14 كيلو
منها 11 كيلو خلال شهر رمضان في نيوزلندا 
وبعد ثلاثة أشهر من البحث وجدت عمل في إحدى الشركات الراقية في التعامل وليس في الراتب

وفي الختام

أشكر الله سبحانه وتعالى الخالق الرازق الكريم الحي القيوم 
ثم
أشكر الجميع
الأسماء كثيرة هنا وهناك
أشكر مكتوب وموقع العرب المسافرون بشكل خاص
أشكر المشرف المتألق الناصح الأمين الأخ أحمد
أشكر كل الأسماء التي تعرفت عليها من خلال هذا الموضوع 
بعضهم أتصل بي 
وبعضهم لا زال يراسلني 

واتمنى لكل الباحثين عن العلم التوفيق والنجاح
المبتعثين وغيرهم ممن أنهكتهم مصاريف التعليم في الغربة
وأعتذر عن الزلل فكلنا خطاء
وأعتذر عن الإطالة

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لمحة تاريخية عن دولة ال عائض في الحجاز

( اجل نحن الحجاز ونحن تهامة ) الجنوب , جنوب ماذا ؟

قصتي مع عملية المرارة و النزيف بعد العملية