علي بن سعيد العمري ,,, (أبوعين) ,,, الرجل الأسطورة

 صورة لأبوعين .. علي بن سعيد العمري رحمه الله 

أول الكلام

 

(قيل ليوسف عليه السلام , لمَ تجوع وأنت على خزائن الأرض ؟ فقال: أخاف أن أشبع فأنسى الجائع )

 

       لا يمكن أن تصدق أجيالنا بعض قصص الجوع التي مر بها إبائنا وأجدادنا من قبل , خصوصا أبناء الطفرة نسبة إلى تحسن الوضع المعيشي في أوائل  الثمانينيات في السعودية ولا زالت حتى هذا اليوم - أسأل الله أن يديم النعم علينا وعلى كل الأمة الإسلامية - ولا يمكن لبعض هذا الجيل أن يتصور ولو مجرد صورة في الخيال قصص جوع بهذه الدرجة من الفقر المدقع ,

 

وأجزم أن البعض منهم سيعدها ضربا من ضروب الخيال مثل تلك الأفلام التي يشاهدونها وهي تعرض لمحات عن فقر الدول الأوربية في القرون الماضية , ونسي بعضهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم ربط بطنه بالحجارة من شدة  الجوع , وأنه صلى الله عليه وسلم خرج وأصحابه- رضي الله عنهم - من بيوتهم ذات مرة  من شدة الجوع للبحث عن طعام ,

 

 

كما أن الشواهد لا زالت موجودة من خلال (جيل الجوع)  فهم  بيننا ولا زالوا يتذكرون جيدا أحوالهم في السابق وكيف كانت المعيشة ضنكة وصعبة , مما أجبر بعضهم إلى الهجرة إلى دول كانت غنية في تلك الفترة  وتغير وضعها إلى دول تعاني المجاعة في عصرنا هذا  ,

 

وأذكر لكم أول القصص أن قبيلتي احتفلت قبل عامين من الآن برجل  كان في كينيا , حيث هاجر لها عام 1353هـ  هربا من الجوع والفقر  وعاد بعدما بلغ من العمر مائه وثلاث سنوات ويرجع الفضل في عودته  لله ثم لأبن أخاه  ,

 

 

ولمن أراد المزيد عن قصة الرجل عليه زيارة الموقع

 

 http://www.baniamro.com/vb

 

       وذكر لي صديق عزيز من قبيلة غامد - والتي تقطن مدينة الباحة -  أن لديه معلومات أكيدة أن أحد أفراد قبيلته هاجر في زمن الجوع إلى الحبشة (أثيوبيا) طلبا للرزق وعاش في العاصمة أديس أبابا  وهو الأن من أكبر تجارها المشهورين .

 

 

 

       أما القصة الأعجوبة أو الخيالية فهي للعقيد المتقاعد علي بن سعيد (أبوعين) ولقب بذلك لأنه يغمض إحدى عينيه عندما يشتد غضبه  وهو من أشهر شخصيات الجيش السعودي في السبعينيات الميلادية ,

 

 

فمع بداية حياته كانت المنطقة تعاني من فقر شديد لذا سافر من مدينة النماص إلى فلسطين على قدمية هو وثلة من أبناء المنطقة لشهور طويلة أصابهم الإعياء والتعب مما اجبرهم على اكل أوراق الأشجار وأشياء أخرى يصعب ذكرها ,

 

 

وأثناء الرحلة سقط على رجله حجر حاد قطع اصبع رجله الصغرى , يقول والله كدت أن أضعها في فمي من شدة الجوع , ويذكر أنه عمل في فلسطين حقبة من الزمن ثم عاد إلى السعودية ليعمل فيها أجير و كان أجره عبارة عن صويعات من الحبوب التي لا تكفيه لسد جوع شهر كامل ,

 

ومع بداية أنتضام الجيش السعودي التحق به وهناك اثبت جدارته بالجد والإجتهاد متذكرا كل لحظة كان عليها في السابق لتعينه على الإستمرار في النجاح , حتى تقلد الأوسمة وتفوق في عمله إلى أن بلغ  درجة الضابط ,

 

 

وفي رحلة عمل في الصحراء جمعته الأقدار مع الأمير الشاب خالد بن سلطان ال سعود وكان حينها ضابطا في الجيش السعودي , وأثنا جلوسهم على ضوء النار في صحراء مظلمة , باغتهم ثعبان , فهبوا جميعا لقتله لكن سبقهم أبو عين متذكرا زمن الجوع , وبحكم الخبرة وضع الثعبان بين اسنانه ونزع رأس الثعبان في موقف أذهل الحاضرين ومن لم يصدق فليسأل الأمير خالد بن سلطان ,

 

وبعد مرور سنوات من الحادثه إستدعاه الأمير خالد بن سلطان في مكتبه  وأهدى له عصى فاخرة من الخشب المنحوت على شكل ثعبان , هي من أثمن مقتنيات ابوعين التي يفتخر بها إلى  يومنا هذا .

 

      إن الجوع شبح يطارد الكثير من ملايين البشر في هذا العالم وقد أنتقل إلى دول كانت من أغنى دول العالم , لذا وجب علينا أن نعتبر من ماضي أجدادنا والحاضر الذي يعيشه أخوان لنا في بقاع أخرى من العالم بالمحافظة على النعمة وشكرها حق الشكر بالقول والعمل,

 

ولا يظن أحدا أن الكبسات الدسمة تلك المليئة باللحم والأرز وما يضاف لها من خضار وغيره هي من وجبات أجدادنا أو إبائنا في السابق , أبدا  فما هي إلا وجبات أتت مع بداية النهضة ,

 

 

أما وجباتهم الأساسية فلم تتعدى القديد والجريش والقرصان في نجد والعريكة والعصيدة وخبز المله في الحجاز وغيرها من الوجبات المتعلقة بحبوب وتمور الجزيرة العربية إضافة إلى  الوجبات السواحيلية التي أتى بها الحجاج والمعتمرين للحرمين الشريفين لتزاحم تاريخ السفرة السعودية في فترة ما قبل النهضة وفي مدن محدودة .

 

     لذا قولوا معي : اللهم أنعم علينا من خيرك وارزقنا شكرك وحسن عبادتك ( يا الله ).

نشر المقال في مجلة عالم الغذاء ( زاوية مضواح)

صورة لجدي علي بن سعيد العمري رحمه الله (المحارب)

 ضيفا على الإقتصادية