في كثرة الفهم كثرة الغم يا أساتذتنا




كتبت هذا المقال عندما قال لي عسكري معه دبلوم إدارة بالدف أن راتبه 9000 ريال تذكرت حينها أن حامل شهادة الدكتوراة لدينا و بعد غربة وعناء سفر وقطع دول وأمصار راتبه لا يتجاوز 9500 ريال
 لقد طال الانتظار وأنا أتلمس في صحفنا من يقدم معاناة أساتذتنا في الجامعات من أعضاء هيئة تدريس إلى معيدين وفنيين وغيرهم ممن يعمل في هذا المجال الذي يعد من أهم ثغور الوطن، وماكان هذا المقال إلا من واقع محل مع الزملاء ومع معاناتهم الكثيرة والمتركزة في النواحي المالية والتي يسعى لها كل شخص في هذه الحياة، و العلماء وطلاب العلم يترقبون ناتج رحلاتهم العلمية الطويلة البعيدة عن الوطن والمليئة بالكثير من الصعوبات، ولذلك فوضع عضو هيئة التدريس والعامل في الجامعات السعودية يجب أن يقدر وأن يوضع في مساره الصحيح وأن يكرم ويميز عن سائر رواد المجلات الأخرى التي وجهت لهم اهتمامات فائقة، فعلي سبيل المثال سلم الرواتب للمعيدين هو نفس سلم الرواتب لموظفي الداوئر الحكومية والعاملين على المرتبة السابعة دون وجود تلك الحوافز المادية التي تميز صاحب العلم والبحث، على وجه المقارنة الصعبة نجد أن الحوافز لأقل الرتب الدنيا في بعض القطاعات الحكومية يفوق الحوافز المقدمة للمعيدين والفنيين، فأي تقدير وأي احترام ومكانة وضعت للدارس والباحث والمكابد لسنوات طويلة قد تنتهي بتعيينه معيداً ذا دخل زهيد ومهام كبيرة في البحث وتعليم الأجيال القادمة وخدمة المجتمع.
وهناك عدة نقاط أخرى يجب أن تثار حول جنوح بعض أساتذة الجامعة والباحثين عن الاستمرار في السلك الأكاديمي وبعد أن تثار يجب أن تحل لحماية صفوة المجتمع الحقيقيين.
هذا العصر الحديث جعل من المتعلم والعالم عنصراً مهما ومميزاً عن سائر المهام الأخرى، ويجب أن يوضع لرواد العلم نظام يخصهم ويميزهم ليضعهم في مكانهم الصحيح.
فإذا لم نرع الصفوة من خلال نظامنا ومجتمعنا فيجب ألانتطلع إلى وجود إنتاج لهم يطور مجالاتنا وشعوبنا، فمتى ما هُمش المتعلم وبُجل الجاهل فحتما سيكون هناك الكثير من الفشل في كل المجالات التي تنهض بالمجتمع وآلامه للوقوف ضد الظروف الصعبة في عالمنا هذا، فليس المال وحده هو الناهض بالحضارة بل قد يكون وبالاً على الحضارة وتقدمها.
وكما قيل لأحد الحكماء هل تريد مالاً طائلاً بجهل؟ أم تريد علماً ومعرفة بفقر فاختار الثانية لعلمه بأن الجاهل سيفرقع ما لديه من مال بجهله..
إذاً عندما يستمر النظام ضد المتعلم فحتماً اتجاه المجتمع للوراء ولن يتقدم لأن المحرك للعجلة معدوم أو مهمش، فالتهميش قد يكون لكثرة الاهتمامات بالمجالات الأخرى الفرعية والتي قد وصل بعضها لدرجة الترفية حيث الرواتب المجزية والخدمات الصحية الفائقة من مراكز الترفية وغيرها من المميزات.
هذه المقارنة ليست حسداً وإنما تطلع إلى حال رواد العلم وصفوة المجتمع في جامعاتنا وكلياتنا التي تصنع أجيال هي أمل الأمة.
الأحد 3جمادى الأولى 1428هـ - 20مايو 2007م .

  1. شكرا لك ،،،،،،،،،،،

    ولكن قد يكون دور هذا العسكري اكثر فاعلية في هذا البلد الذي قد يكلفه حياته من الذي يحمل تلك الشهادة الذي يكون دوره وفي المقابل لا يؤثر تأثيرا ايجابيا في جميع او اغلب الاحوال العلمية ويكون فقط عبئا على الدولة والدليل على ذلك اساتذتي في الجامعة الذين لو وضع مدرسين من من المدارس لكان افضل …..

    ولكني لا اقلل من اهمية هذا حامل الدكتوراة او العسكري الذي تتحدث عنهم ولكن لكل موقف يحكمه الظروف ..

    وانا عنصر محايد ولست مع احد الطرفين ولكنك كما ارى تقترح زيادة حامل الشهادة او نقصان راتب العسكري .,,

    ولهذا اقترح لحامل هذه الشهادة ان يتركها ويعمل في القطاع العسكري وهذا مافهمت من كتابة حسن العمري….

    مع التحية والسلام
  2. لكل عمل دوره في المجتمع أخي الكريم
    وأنا لا أدعو إلى التقليل من شأن أحد على حساب أخر
    لكن هناك اهتمامات لكل مجتمع ولكل نظام
    هل يسرك أن يكون المردود المادي لدكتور في الجامعة قريب من المردود المادي لرجل أمن ذو رتبة بسيطة
    لأ أظنك ترضى ذلك
    ولا يعني ذلك أننا نطالب بتقليص رواتبهم بل ندعوا إلى زيادة الأهتمام بالمتعلم وأستاذ الجامعة والباحثين في شتى العلوم
    فالعلم يا أخي الكريم سر التقدم الحضاري لكل الشعوب
    لم تكن البدلة العسكرية سر تقدم والدلائل على ذلك كثيرة مثل روسيا وغيرها من الدول العسكرية الإشتراكية
    هذا المقال يا أخي الكريم
    دعوة لنظر في وضع المتعلم لدينا
    أشكرك على القراءة والرد
    حسن العمري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لمحة تاريخية عن دولة ال عائض في الحجاز

( اجل نحن الحجاز ونحن تهامة ) الجنوب , جنوب ماذا ؟

قصتي مع عملية المرارة و النزيف بعد العملية