في وزارة الصحة ... مختبرات أم مخابرات





كتبت هذا المقال قبل قصة ايباد وزير الصحة بسبع سنوات 
 
الأوبئة تحوم في العالم وتنتقل يمنة ويسرة ويأتي نظام صحي ويذهب نظام صحي آخر ويكتب الكتاب من أهل الاختصاص وغيرهم ولا حياة لمن تنادي, وما هذه النظرة المتشائمة لم تكن إلا من واقع تجارب مرئية وواقع امام العيان , فالواقع الذي تعيشه وزارة الصحة واقع يحتاج إلى علاج جذري وجاد .
 
 عندما قدمت من خارج البلاد واصلاً ألي مطار الملك خالد الدولي استقبلني  أهل الصحة يوزعون أوراقا  فيها معلومات للاسم والعنوان وهاتف الثابت فقط وذلك لمحاربة مرض السارس ذاك الحين, فأي نظام هذا وأي احكام وأي سيطرة هذه, فمثل هذه الطرق لا تمس للطرق العلمية والعملية بصلة, لذا يجب الحد من تلك الرقابة التي لا تقي ولا تمنع من مرض وقبل وصولي مطار الملك خالد كنت في مطار هونج كونج كان لديهم اجهزة متطورة للكشف عن السارس من خلال الأذن (وربعنا) بالورقة والقلم اعطنا رقمك الثابت .
 
وقد يكون هناك إمكانية للاستفادة من أي تطبيق صحي في المملكة وأقصد بالاستفادة على عدة أوجه منها الفائدة المالية الغير ربحية وذلك عندما يكون هناك مختبرات مركزية ذات جودة عالية وأجهزة حديثة وأيدي مدربة وطنية, وللأسف أن أكثر من يذوق المعاناة في المجال الصحي هم المتخصصين في المختبرات والعالمين فيها, فهو لا ينقص عن التخصصات الصحية الأخرى في المجال العلمي بل قد يفوقه أحيانا وعندما يتخرج الطالب يواجه البطالة أو العمل لدى مختبرات ذات مردود مادي أزهد من الزهيد, وعندما تذهب بعين الرقيب إلى مختبرات الصحة الحالية فستجد مباني غير جيدة وبيئة عمل غير نظيفة وأجهزة قديمة وتطبيق اختبارات الرازي وأبن سيناء طرق أكل عليها الدهر وشرب دون أي مواكبة للتقنيات الحديثة, أن رجال المختبرات هم مربط الفرس في التخصصات الصحية سواء في مجال البحث أو التطوير إضافة إلى أعمالهم الروتينية
 
إلى متى يا وزارة الصحة الى متى و نحن نسعى في مجلات كثيرة إلى التطور إلا مجال الصحة الزاحف للخلف, إن مجرد وجود خطط هادفة وأمانة ووطنية خالصة تجعل من المستحيل حقيقة ومن الصعوبة سهولة لتزيح كل العقبات وتقوم كل العثرات, فالنظام الصحيح يجعل كل عمل وطني استثمار ويحول الخسارة فائدة.
 
      هناك كثير من الأوبئة كما سبق ذكره تحتاج إلى نظام صحي رقابي من خلال وجود مختبرات مركزية ذات جودة عالية مع إيجاد مراكز لأخذ العينات في كل مداخل الوطن البرية والجوية مقابل رسوم يدفعها الحجاج والسياح والقادمين للعمل, وتكون هذه المختبرات جاهزة للعمل على مدار الساعة من خلالها يكون هناك سيطرة على الأوبئة وعائد مادي للتجهيزات فقط
 
   الحقيقة التي أعيشها أنا وغيري من النقاد أننا ننفخ في قربة مخروقة , لذا أرجو أن لا تعتبر هذه الأسطر فكرة أو دعوة للتعديل والتطوير وإنما خطرات كاتب لا يستريح حتى ينتهي دم يراعه
 
أو اعتبروها شئ من الهذر
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لمحة تاريخية عن دولة ال عائض في الحجاز

( اجل نحن الحجاز ونحن تهامة ) الجنوب , جنوب ماذا ؟

قصتي مع عملية المرارة و النزيف بعد العملية