البهرجة الكاذبة الخاطئة



أحد المعارض المؤقته الإقتصادية في وسط أوكلاند
لدعم التجار الصغار
 
اول الكلمات
 
يقول الشاعر القروي
 
إذا عصف الغرور برأس غرّ
توهم أن منكبه جناح
 
لا أعتقد أن أحدا في العالم يحب البهرجة ويمارسها مثل الخليجيين

وهذا للأسف ما لاحظته حتى اصبحت مرضا مستشريا

وهو موجود في العرب الاغنياء بشكل عام

لكنه في الخليجيين بشكل خاص وواضح

والأمر المؤسف أن تختلط البهرجة بالكذب

أي أن يلبس الشخص ثوبا غير ثوبه

وهذا هو المؤلم أن تظهر للناس شئ وواقعك شي أخر

خصوصا في الأمور الظاهرة للناس
 
 
كما ان البهرجة الحقيقية الناتجة من البذخ ايضا منبوذه لأن فيها لعب في النعمة
 
والبذخ لا يكون في نفسية اي شخص إلا عندما يكون المال مأخوذ بوجه غير حق
 
 
فمن تعب على جمع ماله وثرواته تجده حريصا على صرفها بطريقة تعود عليه بالفائدة او على مجتمعه
 
واقرب مثل لنا هو الملياردير الأمريكي بلقيت الذي صرف مليارات على الجمعيات الخيرية
 
ولم يظهر يوما ما باذخا يلعب بأمواله بشراء سيارة مرشوشة بالذهب او بالفضه كما فعل بعض الخليجيين
 
 
فما لاحظته على الغرب بشكل عام

هم أقرب للإقتصاديين في كل شئ

على عكس السعوديين فهم مشهورين بالكرم وهذا شئ جيد

لكن يجب أن لا يكون بالكذب وعلى حساب أشياء أخرى

أو من أجل أهداف غير أخلاقية

من المشاهد التي أطلعت عليها

لشاب سعودي قال لي في أوكلاند ان بنطلون الجنز الذي يلبسه بـ 1750 ريال سعودي

وان الكوت الذي يلبسه بـ650 ريال سعودي

قلت له الله يرزقك من فضله ويديم نعمته عليك

أنا لم أسأله لكن هو قال لي هذه المعلومات نوعا من البهرجة والتعلي

وبعد مرور الزمن تبين أن الرجل

من الطبقة المتوسطة

وأن كل هذه الأموال كانت على حساب أشياء أساسية في حياته

وبعضها كان بالدين

والعجيب أنه كان يظهر لنا بأسم عائلة مشابه لأسم عائلة مشهورة بالثراء

ولم يكن يظهر أسم القبيلة وذلك لإحساسه بالنقص

وهذه مشكلة أخرى

أذكر في كتاب أسمه شبه جزيرة العرب

لمحمود شاكر

ذكر في أحد فصوله التقليد عند منطقة نجد

وانه مرض إستشرى هناك من السبعينيات
 

المضحك أن هذا الشاب

أخبر بعض زملاءه الطلاب من دول أخرى عن أسعار ملابسه التي يرتديها

مما أدى إلى سرقة سراويله وملابسه من خيط التجفيف عند العائلة التي يسكن عندها

وأدى ذلك إلى مشاكل مع العائلة

لذا أضطر ذاك الشاب إلى الخروج من بيت تلك العائلة و السكن في سكن الطلاب

ومن خلال إحتكاكي بالغربيين

أصبحت أكثر تفهما لكيفية الصرف على المستوى الشخصي

فالغرب إقتصاديون حتى على مستوى الأغنياء منهم

لا يصرف القرش إلا في مكانه

وهي من فوائد الأسفار

ضبط الصرف

وضبط الوقت

والنظام والتنظيم

وكلها تعاليم إسلامية إفتقدناها في مجتمعاتنا التقليدية

 

لكن لا يجب ان تصل إلى البخل كما رأيت عند بعض الغربيين العاملين معنا في السعودية
 
بعضهم راتبه 30 الف ريال في الشهر ويقود دباب صغير قيمته لا تتجاوز 5000 الاف ريال
 
 
اضافة الى عادات اخرى هي من صفات البخلاء
 
 
ما اجمل الإعتدال والصدق مع النفس ومع الناس
  1. مقال رائع
    تحياتي
    تفضل بالزيارة موضوع جديد
  2. ابوعبدالوهاب قال:
    أحسنت يابوحاتم واجدت في مقالتك الرائعة.
  3. شكرا لكما

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لمحة تاريخية عن دولة ال عائض في الحجاز

( اجل نحن الحجاز ونحن تهامة ) الجنوب , جنوب ماذا ؟

قصتي مع عملية المرارة و النزيف بعد العملية