اعرف صديقك قبل السفر و الغربة
اول الحديث
يقول فرنسيس بايكون
في الإسفار علم للشبان وإختبار للشيوخ
من امام هذا البرج الواقع في شارع إلبرت
مقابل جامعة اوكلاند يوني
كنت انا والزميل الكويتي صلاح الفضلي
هناك على جانب الطريق
ألقا علينا شاب عربي السلام أثناء مروره
وكأنه يعرف الزميل الكويتي معرفة بسيطة أو رأه في مكان ما
ثم جلس بجانبنا و أشعل سجارته وأسترسل في الحديث
كان الرجل يفضفض لنا وكأننا أصدقاء
مع حديثه كان يبحلق غضبا حتى أن عروق فكيه كانت تظهر لنا من شدة الغضب
كان يتحدث عن زميله الاردني الذي خان صداقته ووده
كان محمود الشاب الأردني المناضل يجول شوارع أوكلاند
ليبحث عن عربي يستمع له
يقول لنا أنا أجيد الأنجليزية بطلاقة
لكن كنت أبحث عن العرب فهم من يفهموني
والحمد لله أنني وجدتكم
يقول كنت مريضا خلال الأسبوع الماضي
وكان صديق عمري معي في نفس الشقة
لا يعبرني لا يهتم بي
وأنا من كنت عونا له بعد الله حتى هاجرنا من الأردن إلى هنا
يقول والله كنت أتلوى من الألم
ولم يسألني ما بي
يقول ليته عندما رأني ممدا على الأرض
ليته تأكد هل انا ميت أم حي؟
كان يتحدث لنا ونحن صامتون
ثم أسقط محمود دمعة غالية
ثم ضرب الجدار القريب منا برجله غضبا وألما
يقول لنا والله يا أخوان اني دفعت 2500 دولار للعلاج في عيادة نفسية
ورفع يده للسماء
قائلا يا رب أجعله يدفعها ملايين
لقد كان محمود غاضبا مصدوما من صديق بلده وطفولته و دراسته
قمنا بتهدئة محمود وأخبرناه ان الدنيا لا تستاهل كل هذا الغضب
وأن الخيانة موجودة في كل مكان
وأضفت له أن المشكلة فيك أنت يا محمود
عندما تسلم نفسك وعقلك ومشاعرك كلها لشخص ما
مهما كان قريب منك
دائما يا محمود اجعل بينك وبين الناس شعرة معاوية
بعد فضفضة محمود دعيناه لشرب الشاي في إحدى المحلات
ودار الحديث معه بعيدا عن ذاك الصديق
قمت بعدها وأنا أفكر في أمر محمود
الذي أجتمعت عليه المصائب
الغربة
وخيانة الصديق
والفقر
والصدمة الحضارية
لذا علينا يا أخوان أن نعرف من نصادق
وسجلوها حكمة عني
اعرف صديقك قبل السفر والغربة
لأن ذلك قد يؤثر على المسيرة
خصوصا المبتعثين
تحية طيبة للجميع
17/11/1424هـ
تعليقات
إرسال تعليق