هدية للأحبة قبل الرحيل





في أخر إسبوع لي في نيوزلندا 

بدأت استعد للرحيل من هذه الأرض الجميلة



اصبحت كثير التردد على محلات الهدايا بعد خروجي من المعهد
هدية لوالدي ووالدتي
وخطيبتي
وأخواني
وبعض الأصدقاء
من أفضل المحلات التي رأيتها محل ok
وهذا المحل يعمل فيه صديقي الياباني تاكا
صديق عزيز
تاكا يدرس في المعهد ويعمل في محل ok
اشتريت من المحل أطقم من الحجر الأخضر النيوزلندي
ومن الحجر الأزرق
وكلها صناعة نيوزلندية
 تخصص المحل بيع المنتجات النيوزلندية
والغريب في الأمر
ان صاحب المحل ياباني وهو ممثل معروف في اليابان قال لي عنه تاكا
في الكلاس
سألتني المعلمة ماهو شعورك وأنت ستغادر نيوزلندا؟
جاوبتها على سؤالها
ونظرت لي بعين الريبة قالت هل إشتريت لخطيبتك هدية قلت نعم؟
قالت ماذا شريت؟
أخبرتها
فضحكت امام الطلاب بمعنى اني كاذب
قالت لا أحد يشتري كل هذا لخطيبته
وهي تنظر للأمر بنظرة مجتمعها
غضبت من تلك الضحكة المحرجة لي في الفصل
وفي اليوم التالي أتيت بكل الهدايا التي شريتها
وفرشتها لها على الطاولة امام الفصل
قالت ما هذا يا هاسن
قلت هذه الهدايا التي لم تصدقين انني إشتريتها
صمتت في ذهول رغم أن هذه الهدايا عن بعض ربعنا لا تعد شئ يذكر
لملمت الهدايا ووضعتها في الحقيبة
: :: :: :: :
في تلك اللحظات يتغير الشعور
أصبحت مشتاقا إلى أهلي وبلدي
  افكر كثيرا

الإبتسامة والحزن تأتي معا 
قدوم أخي جعلني أقضي الكثير من الوقت معه
فما هي إلا أيام قصيرة
وأغادر المكان
وفي اليوم الأخير لي في المعهد
وفي نهاية الساعتين الأولى من حصة الصباح
قدمت لي المعلمة كاثي
الشهادة من المعهد
وتحدثت قليلا عني مدحا امام الطلاب في الفصل
وبعدها ألقى الطلاب والطالبات ثنائهم
وكنت حينها محرجا من هذه الطريقة
أستلمت الشهادة من كاثي
والفصل كله يصفق
فتحت حقيبتي وأخرجت علب العصير
والشكولاته
وقضينا البريك تايم سوية
وداعا لي
وهذه الأعمال ليست لي لوحدي إنما هي سياسة المعهد الراقي لكل الطلاب
وهو من الجنتلة في التعامل للمعهد مع أنني انا من جلب الشوكولاته والعصير لكن التعامل كان هو المميز في الأمر
وفي أخر البريك
ذهبت لدورة المياه
ولبست الغترة والبشت
وقد إستعرتها من سلمان الشمري
ودخلت الكلاس
وكل الفصل مذهولين من الشكل
وااااااااااااو
الجميع توجه إلى الكمرة وأخذوا كلهم صورة معي
فردية وجماعية
خربت الحصة
عندما جلسنا في الكلاس
كان بعضهم يلتقط لي صوره وانا جالس أستمع للدرس الاخير
وبعد الخروج من الدرس
خرجت خارج المعهد وعملت هيصة كبيرة بالبشت
دخلت غرفة المعلمين وأخذوا معي الصور
دخلت صالة الكفي
دخلت الإدارة
خرجت الى الشارع في حديقة إلبرت
زملاء الكلاسات القديمة كلهم اتوا وأخذوا صورا معي
قال لي المدرس البريطاني انت مشهور المعهد لهذا اليوم
وعندما ودعت الجميع في المعهد
عند باب المعهد
قابلني (نك) أمين المكتبة
وأخذ معي صورة الساعة الثالثة والنصف عصرا

 

تصوير سلمان الشمري 

ذهب معي سلمان 
حتى وصلت مبنى المراكب
واثناء السير كنت صامتا أخذ صورة في الذاكرة للمعهد وللطريق له
ركبت السفينة ببشتي وغترتي
أستوقفني رجل وزوجته وأخذوا معي صورة
دخلت البيت كانت كرستين في الصالة في حالة ذهول من هذا اللبس
أخذت كمرتها وصورتني
ثم اتت اليابانية وكذلك فعلت
يوم للتصوير العالمي
وضعت البشت والغترة والعقال في الكيس
وبدأت أحزم شنطتي
قالت لي كرستين هل تذهب معي لنرى المنزل الجديد
قلت أين قالت وسط اوكلاند
ذهبت معها انا واليابانية
كان المنزل في ضواحي اوكلاند
وهو أرخص لها من البيت السابق لأن ديفن بورت من أرقى المناطق وأغلاها
طبعا انا مجرد مرافق لأنني لن أسكن البيت الجديد
عُدنا للبيت
وبدأت كرستين تكلم الشركة لنقل العفش الى البيت الجديد
في أخر أيامي كان نقل كرستين من ديفن بورت
مجموع ما جلسته عند كرستين
يقارب سبعة أشهر
طبعا البقاء على عائلة واحدة غير جيد لأن التنويع يزيد من التعارف ويزيد من فرص الحوار والتعرف على عادات الناس
لكن كان هاجس العائلة السيئة دائما يرافقني
فرضيت بالاستمرار مع كرستين لأخر يوم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لمحة تاريخية عن دولة ال عائض في الحجاز

( اجل نحن الحجاز ونحن تهامة ) الجنوب , جنوب ماذا ؟

قصتي مع عملية المرارة و النزيف بعد العملية