ما هذا يا شرق أسيا ؟





يقول (بسمارك) الحمقى وحدهم يحتقرون تجارب غيرهم

هناك من يحكم على أي شئ حكم سلبي مطلق لمجرد موقف واحد فقط ومن أول وهلة وبذلك مثل هذه الأحكام السريعة جائرة وغير عادلة , أما بالنسبة لي فقد حكمت على الأكل الشرق أسيوي حكما سلبيا لا رجعة فيه , و كان القرار بعد عدة مواقف شكلت لدي قناعة تامة بعدم استساغة طعام هؤلاء القوم , وهنا أسرد بعض المواقف والحكم لكم
الأول : عندما كنت أدرس في الثانوية ومن أحدى معارض الكتاب بالرياض في تلك الفترة اقتنيت كتاب (في اندونيسيا) للشيخ على الطنطاوي رحمه الله وقد خرجت بانطباع تجاه ما يأكل أهل الشرق وفي الكتاب تطرق إلى رحلته  لتلك الديار وقد كتب عن طعامهم التالي ( هؤلاء يأكلون الرز المسلوق الذي يخلطونه بالفليفلة الحمراء التي تشعل النار في الأنبوب الهضمي من الفم إلى أخر الطريق , هذا  الرز المسلوق بلا ملح ولا سمن هذا الذي لازمنا ملازمة الظل حيثما سرنا , وإذا تأنق الإندونيسيون فيه قدموه لك في أكلة نسيت أسمها , أكلة وطنية عظيمة كالقوزي عندنا أو الرز البخاري وهي رز مطبوخ بدهن النارجيل (جوز الهند) وما أدري ما طعمه أقبح أم ريحه , والحقيقة أن ريحه أقبح من طعمه , وطعمه أقبح من ريحه ومعه الشطا (الفليفلة الحمراء) مقطعة قطعا يزيد عددها  عن عدد حبات الرز , ومعه اللحم وأشياء أخرى لا أعرف ماهي ….. ولكنها على كل حال مما لا خير فيه) ( لما قعدت إلى العشاء أول يوم وصلت فيه إلى جاكرتا . رأيت على طرفي المائدة طبقين صغيرين , طبقا فيه زبد , وطبق فيه شئ أحمر ما شككت أنه مربى , فأخذت بطرف السكين شيئا من هنا وشيئا من هناك ووضعته في فمي وإذا بي أضع في فمي (والعياذ بالله ) جمرة ملتهبة.
الثاني : في إحدى المعاهد خارج البلاد كان هناك نسبة ليست بالقليلة من طلاب شرق أسيا خصوصا من كوريا واليابان وتايون يدرسون اللغة هناك , كان في المعهد كفتريا فيها أجهزة مكرويف وأجهزة أخرى للمشروبات الساخنة والباردة , الطلاب الشرق أسيويين دون غيرهم أثناء فترة الغداء يحضرون معهم علب مقفلة فيها ما يشبه المكرونة الدقيقة ثم يضيفون عليها ماء بارد وخلطات من البهارات ثم يضعونه في الميكرويف وبعد ذلك لا تسأل عن الروائح الكريهة التي كانت تطردني خارج المعهد كل فترة غداء , والعجيب أنهم يشربون الشاي بماء بارد وبدون سكر بعد تلك الوجبات ذات الرائحة الكريهة

الثالث : وفي ذاك المعهد كان لي صديق ياباني أتاني المنزل في فترة الغداء فصنعت له كبسة لحم خروف وأعجبه ما صنعت وأصبحت تلك الكبسة حديث المعهد , وقد حلف علي بالطلاق أن يرد لي جميل تلك الكبسة بعزيمة في مطعم ياباني يعمل فيه بعد الدراسة وهناك قدم لي الوجبة اليابانية المشهورة السوشي وهي عبارة عن قطع من سمك غير مطبوخ وحولها كمية من الأرز تلف بورقة من الطحالب المجففة على شكل ورقة دقيقة ومتماسكة ويضاف لها نكهات غريبة لا اعرفها و قدم لي شئ من الحساء الياباني سبب لي اضطرابات هضمية مدوية
وبعد تلك المواقف تأكدت بأن الطعام الشرق أسيوي لن يناسبني أبدا وهي تجربة قد تفيد أهل العرف .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  1. مقالك جميل وفيه ملامسة وتصوير جميل للواقع في شرق آسيا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لمحة تاريخية عن دولة ال عائض في الحجاز

( اجل نحن الحجاز ونحن تهامة ) الجنوب , جنوب ماذا ؟

قصتي مع عملية المرارة و النزيف بعد العملية