التغذية المدرسية.. صحة الطلاب في خطر!

الأحد 9 ربيع الأول 1437 هـ - 20 ديسمبر 2015م - العدد 17345 , صفحة رقم ( 21 )

الأسلوب التجاري يطغى على المعايير الصحية المطلوبة في وجبات الطلبة والطالبات

التغذية المدرسية.. صحة الطلاب في خطر!




الأسلوب التجاري لمشغلي المقاصف يطغى على معايير الجودة والصحة
تحقيق- مها الشمراني
    لاتزال المقاصف المدرسية تعاني من تدني مستوى جودة الوجبات التي تقدمها للطلاب، والتي من الممكن أن تسبب لهم العديد من المشكلات الصحية، كالسمنة أو الإصابة بالسكري، وغيرها من الأمراض، إذ تفتقر هذه الوجبات للمواد الغذائية التي يحتاجها الطالب، حيث تحتوي على نسب عالية من الدهون والسكريات والمواد الحافظة، إلى جانب ارتفاع أسعارها، وهذه المشكلة ليست بجديدة، بل هي مشكلة موجودة منذ سنوات طويلة، وذلك على الرغم من تحذيرات المختصين في التغذية وشكوى الطلاب من وجبات المقاصف ومعاناتهم في الحصول على الجيد منها.
تغذية تجارية
وقال حسن العمري -أخصائي تغذية وتموين-: "إنَّ مفهوم التغذية المدرسية في المملكة ليس له وجود بالمعني الحقيقي العلمي، أو حتى مقارب للموجود في بعض الدول الأخرى؛ وأنا أسميه التغذية التجارية، ففي حقيقة الأمر لا تقدم المقاصف المدرسية لدينا للطلاب وجبات متكاملة غذائياً، حيث لا يوجد حليب طازج أو حتى بدائل غذائية صحية، كما أنَّ الوجبات المقدمة تحتوي على الكثير من المواد الحافظة، فضلا عن مخالفة هذه المقاصف لما جاء في لائحة المقاصف المدرسية الموجودة لدى وزارة التعليم فيما يتعلق بشروط المقاصف والوجبات التي ينبغي أن تقدمها".
وبيّن أنَّ هناك شركات تعاقدت مع وزارة التعليم لتوفير وجبات غذائية للمدارس بأسعار عالية وجودة متوسطة ووجبات تساعد في نشوء أمراض السمنة والسكري وأمراض أخرى ناتجة عن تلك الوجبات التجارية، مُبدياً شكوكه من أنَّ هذا العقد أشرف عليه متخصصون في الغذاء والتغذية، مُضيفاً أنَّ المشكلة تكمن في أنَّ نظام هذه العقود الاحتكارية لا يسمح للمدرسة بتصحيح مسار تغذية الطلاب داخل المدرسة إلاَّ بعد انتهاء العقد، الذي قد يمتد من ثلاث إلى خمس سنوات، موضحاً أنَّ هذا الأمر مجحف في حق الطالب والمدرسة ووزارة التعليم.
وأضاف: "إنَّ الأطفال لا يقدم لهم شيء من الحليب وحتى إن وجد، فإنَّه يقدم لهم حليب طويل الأجل مع السكر والنكهات الصناعية، كما أنَّ الإشكالية الرئيسة في الأغذية المقدمة في المقصف المدرسي حتى وإن احتوت على بدائل صحية، إلاَّ أنَّ المعروض من الأغذية الأخرى غير الصحية تجذب الطفل بالتأكيد، فإذا خُيِّر بين (الشيبس) والمشروبات الغازية والحلوى و(الشوكولاتة) من جانب، ومأكولات أخرى مفيدة، كالحليب والجبن والبيض من جانب آخر، فإنَّه سيختار المجموعة الأولى غالباً".
مسؤولية الأسرة
وأشار العمري إلى أنَّ كل هذه الأطعمة قد تؤدي إلى الإصابة بتسوس الأسنان وفقر الدم، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر؛ لأنَّها تأتي على حساب غذاء مفيد، وبالتالي يكون هناك تعود على حب تلك المسليات والحلويات مع كره للأكل المفيد، مُبيٍّناً أنَّ بعض الأسر تشارك الجهات المعنية التقصير تجاه تغذية الأبناء، حيث يذهب كثير من الأبناء إلى المدرسة دون تناول وجبة الإفطار، مُضيفاً: "كما هو معروف أنَّ وقت الفسحة يأتي بعد قرابة ساعتين من بداية الحصص الدراسية، كما أنَّ وقتها قصير جداً لا تتيح الفرصة للطالب لتناول الطعام بشكل جيد، إلى جانب أنَّ الطعام غير صحي".
وأضاف أنَّ بعض الأطفال في وقت الفسحة يفضل اللعب على الطعام أيضاً، وبالتالي قد يعود للمنزل دون أن يتناول أيّ طعام، وهذا مؤثر جداً على صحة الطفل وقدراته العقلية ونموه البدني، إلى جانب التأثير بشكل سلبي على تركيزه وأدائه في المدرسة، مؤكِّداً على أنَّ الحلول تبقى بيد وزارة التعليم فقط، بيد أنَّ هناك حلولا مقترحة قد تحسن مسار التغذية المدرسية التي إن تمَّ حلَّها فإنَّنا سنقضي على أمراض مستعصية في المستقبل، خصوصاً أنَّ علاجها مكلف للغاية، مثل مرض السكري والسمنة المفرطة.
ولفت إلى أنَّ من بين الحلول التخلّص من عقود الشركات الاحتكارية وفتح المجال أمام المستثمرين الصغار والأسر المنتجة، إلى جانب فتح المجال لتواجد أكثر من مستثمر في المدارس التي تحتوي على أعداد كبيرة أو متوسطة من الطلاب، وكذلك تعيين مختصين في التغذية للإشراف على جودة الطعام، إضافة إلى إنشاء صالة طعام متخصصة في كل مدرسة، على أن تكون البداية من المدارس الجديدة الموجودة تحت الإنشاء أو في الخطط المستقبلية، بحيث تكون الصالة مجهزة بخط تقديم خدمة ومنطقة إعداد مؤهلة وحديثة، وفق المعايير المخصصة لتغذية الجماعات.
وأوضح أنَّ من بين الحلول أيضاً منع تقديم الحلويات و"الشيبس" والأغذية الضارة بصحة الطلاب، إلى جانب فتح المجال لعمل الفتيات السعوديات في المدارس الحكومية، من خلال توفير أماكن معزولة ومخصصة للنساء.




تنويع الوجبات الصحية للأطفال يحافظ على صحتهم


بعض وجبات المقاصف تحتوي على نسب عالية من الدهون والسكريات


قصر مدة الفسحة قد لا يتيح الفرصة للطالب لتناول الطعام بشكل جيد


ننتظر فتح المجال أمام المستثمرين الصغار والأسر المنتجة


المقاصف المدرسية تنشد التطوير

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لمحة تاريخية عن دولة ال عائض في الحجاز

( اجل نحن الحجاز ونحن تهامة ) الجنوب , جنوب ماذا ؟

قصتي مع عملية المرارة و النزيف بعد العملية