سرقة المكسيما من الكلية ... قصة حقيقية


يقول محمد
عندما تخرجت من الثانوية من تلك القرية البعيدة عن المدينة وعدتني أمي الرائعة
بأن تسعى في منحي سيارة بشرط أن أنجح في الفصل الأول في الكلية 
دخلت الكلية في مدينة بعيدة عن قريتي قرابة 900 كيلو تسمى مدينة ينبع الصناعية

وبالمناسبة هناك ثلاث جهات في ينبع

ينبع البحر 
وينبع النخل
وينبع الصناعية





كانت الكلية في ينبع الصناعية
وكنت اسكن في اسكان الكلية

جدولي ما بين الدراسة و المسجد و اللأعاب الإلكترونية
حتى تجاوزت الفصل الأول بإمتياز

بدأ الفصل الدراسي الثاني
ولم توفر السيارة
ولم أتصل بوالدي او والدتي من أجل السيارة
لأنني عارف وضعهم الإقتصادي الصعب
لكن في إجازة الأسبوع الأول
وصلوا جميعا و استاجروا شقة في ينبع البحر
وكلموني قائلين تعال عندنا لك مفاجئة
وصلت ووجدت أمي تمد لي مفتاح سيارة من نوع مكسيما 
ثم بكيت ليس فرحة  ... وبكت أمي ... بكيت لأنني أعرف حجم المعاناة التي جعلتهم يشترون لي هذه السيارة
جلست معهم يومين ما بين البحر و الحدائق
ثم عادوا الى قريتنا

كنت محافظا على السيارة بشكل مبالغ فيه
وعند بدء الإختبارات 

ركنت السيارة في مواقف الكلية بجانب السكن
وفي أول يوم إختبارات
كنت اسهر على المذاكرة

فإذ بصديقي يأتي ليتناقش معي حول المادة
وبعد ان صلينا الفجر سويا

قال لي احتاج اغراض من البقالة القريبة من المحطة
فقلت له سأنام قليلا
وبعد إلحاحه الشديد اعطيته مفتاح سيارتي

نمت بعد الفجر مباشرة
وكان الإختبار الساعة الواحدة ظهرا
هرعت إلى الإختبار مسرعا بعد أن أخذت نومة عميقة

خرجت من الإختبار الساعة الثالثة عصرا

وعندما توجهت للسرير تذكرت سيارتي

فأتصلت بصاحبي الذي لم يجيب

وبعد دقائق اتصل بي صاحبي

قائلا انا في قسم الشرطة

 حصل حادث بسيط

عندما اغلق الهاتف لم يكن امامي إلا صورة أمي و أبي

هؤلاء من تعبوا لتوفير هذه السيارة

فكيف اضيعها بهذه الطريقة

ذهبت هرعا مع احد اصدقائي متجهين إلى مواقف الأسكان مشيا والحزن يقطع قلبي

لكن

المفاجأة ان سيارتي موجودة في المواقف لم تتحرك

ابتسمت 
فرحت 
كدت أبكي 
قلت : سيارتي موجودة وصديقي كان يمزح

اتصلت على صديقي المزعج وقلت له (ماله داعي المزح الثقيل تدري اني كدت أبكي بعد اتصالك)

قال انا لا امزح وسيارتك مصدومة

بس تعال الشرطة

بعد دقائق اتصلت الشرطة بي وطلبتني


وعند الضابط قال : أدخلوه السجن

قلت : لماذا قال لأنك سارق

قلت انا لست سارق وسيارتي معي ومفتاحي اخذه صديقي

حينها قال الضابط : لا تجنونني 

امر عسكري بالذهاب معي الى سيارتي واعطاني مفتاحي

وعندما وصلت سيارتي فتحتها و شغلت سيارتي امام العسكري

ضحك العسكري قال لي : سالفتك عجيبة

امك داعية لك بالبركة

مسكين صاحبي تحمل تكاليف سيارة طالب أخر في الكلية حيث أن مفتاح سيارتي فتح سيارة طالب أخر بالصدفة 


الأم بركة لكن لا تفرطوا في جهودهم  

تحياتي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لمحة تاريخية عن دولة ال عائض في الحجاز

( اجل نحن الحجاز ونحن تهامة ) الجنوب , جنوب ماذا ؟

قصتي مع عملية المرارة و النزيف بعد العملية