ذكريات منفوحة
هنا سأكتب عن الحي الذي سكنت فيه اكثر طفولتي
حي منفوحة حي قديم
كان من ارقى الاحياء في الرياض
انتقلنا فيه لعدة بيوت
*حي اليمامة
اول ما سكنا الرياض كان بيتنا في حي اليمامة بجانب مدرسة زين العابدين بن علي
من المشاهد التي لا انساها كان بجاورنا عجوز بدوية تسكن بيت طين
ومعها بعض الغنم
يقال لاحقا انها توفيت في بيتها
كان يسكن بجاوارنا زوج عمتي الرجل الكريم صالح بن محمد بن الطاحس العمري
ولا انسى ضربه لشاب اسمر عندما حاول سرقة اسطوانة الغاز
مشهد عنيف جدا شخط بالاسمر الدرج
درست الإبتدائية في عام 1405 في مدرسة زين العابدين بن علي
ادركت توزيع الملابس الخضراء الرياضية التي كانت توزع بالمجان
طبعا اخي سعيد بعدي درس في عام 1406 ولم يدرك الملابس الرياضية المجانية
اتذكر ان المقاصف المدرسية على وضعها الى هذا اليوم بنفس الطريقة
كنت اوفر من الفسحة ريال حتى اشتري بليلة من عجوز معها قدر عند باب المدرسة
اول مرة ارى طلاب مصريين
اول معلم درسني في المرحة الإبتدائية معلم اسمه صالح الزهراني
من المصادفة ان من درس أبني حاتم المعلم الفاضل سعيد سالم الزهراني
ودرس إبنتي صبا المعلمة الفاضلة مستورة الزهراني (مثتورة)
ودرس أبني عاصم المعلم الفاضل رامي الزهراني
كلنا كانت بداياتنا على يد زهارين الله يوفقهم
لا اتذكر في حي اليمامة الا اننا في عمارة دورين فيها بلكونة
وكان في الاسفل شقة لسعودي من القصيم يضرب زوجته ونسمع صياحها بشكل اسبوعي
نظام العمران في حي اليمامة وحي منفوحة نظام مصري
كأنك في الدقي يتخللها بيوت الطين
والبيوت الحجر المسلحة مفتوحة من النصف للتهوية قريبة من بيوت اهل الشام
كانت مكتبة الرشد قريبة من بيتنا وليتها بقيت لكن اغلقت واصبح مكانها ثلاثة مطاعم
بعد فترة بسيطة إنتقلنا إلى حي منفوحة بالقرب من حراج بن قاسم
درست حينها في مدرسة ذات السلاسل
واغلقت المدرسة لأن نظامها عجيب بيت مستأجر وملعب المدرسة في الجهة الأخرى في الطابور الصباحي
نعبر الشارع والسيارات تقف
وفي حصة الرياضة ايضا نعبر الشارع الى الملعب
وهذا سبب اغلاقها
كان بجانبها مدرسة طيبة
درست بها بضع سنوات
*ثلاث بنات سوريات
اذكر في هذه الحارة اننا سكننا وبجانبا عائلة سورية كان عندهم ثلاث بنات هبة وهناء الثالثة كريهة نسيت اسمها اعتقد ولاء
ابوهم كان يعمل في توزيع الحلويات على البقالات
الام السورية كانت تقدر امي كثيرا لذا تجلس معنا بالساعات كل يوم
ابوهم كان مناضل شكله يشبه الممثل السوري نهاد قلعي
* الزهراني صاحب البقالة
في مقابل بيتنا كانت هناك بقالة لشايب زهراني
وهو من اواخر السعوديين الذي كانوا يديرون محلاتهم بأنفسهم
الزهراني من كثير ما اغنته البقالة كان عنده جمسين يعني سيارتين كبيرة غالية عائلية
بدأ في الضمور عندما فتح امامه بقالة ليمني واليمنيين معروفين بطرقهم في القضاء على المنافسين
وللأسف انهم عادوا الان بقوة في الرياض خصوصا في مجال البقالات المتوسطة الحجم
*جيراننا العمارية
سكن جنبا عمارية اي من نفس قبيلتنا والله لا اذكر اسمه كل ما اتذكر انه متزوج حديثا وعنده بنت
وزوجته كانت كثير الصمت عندما تزور امي
المهم في هذا الرجل يقول في مجلس الوالد والله اني من الاوائل في المدرسة لكن في حلباء نزلت مع الوالد سوق الثلاثاء
يقول والله انه ينظر الى كل البضائع بحسرة لأنه لا يستطيع أن يشتري شيء من شدة الفقر ولعفته لم يكن يطلب الدين
ومن حبه لنا وتقديره لصغرنا لم يجبرنا على العمل
لكن ذاك الموقف جعلني اقرر ترك المدرسة والتوجه الى العسكرية
ويقول اول راتب حولته لوالدي كامل
وعندما زرته بعدة عدة شهور نزلنا سوق الثلاثاء وشريت له كل ما يشتهيل من حبوب وعسل وسمن واحتياجات البيت
هذا العمري لم يطول بجانبا اعتقد انه سكن سنة او اقل
*ام مشعل
جارتنا بدوية تلبس البرقع حتى امام زوجها صوتها عالي كريمة قوية وهي اول من عرفنا على الحلاوة البحرينية
ابو مشعل تزوج عليها مصرية الذي شدني في في الموضوع ان المصرية سمينة جدا
وقد دخلت بيتهم اكثر من مرة
العجيب ان المصرية كانت تربي ارانب
ابو مشعل كان يملك سيارة فارهة جدا كدلك تبين لنا لاحقا انه سواق شيوخ
راكان بن حثلين وجدي
كان جدي رحمه الله يجلس امام بيتنا في جلسة صغيرة معه دلة قهوة وفنجانين كبيرة جدا
كان لباس جدي غترة بيضا وعصابة بيضاء ايضا
وكان النجديون يلبسون مثلا
اتى شايب بدوي عندما رأى جدي جالس
جلس معنا وتقهوى
وقال يا شايب وش عندكم من قصيد
قال جدي عندي خير
قال اعطنا من قصيد راكان بن حثلين
قال جدي ومن هو راكان بن حثلين
قال النجدي ما تعرفه والله ماعندك سالفة
قال جدي خلها انت تعرف محمد الاسود (صديق جدي رحمهم الله جميعا)
قال النجدي لا ما اعرفه
قال جدي والله ما عندك سالفة ههههههههههه
شيباننا ثقافتهم سراوية حجازية وشعرهم شعر الشقر المعروف واهازيجهم تدور حول تاريخهم
واكثر ما كان يشغل شعرهم هو ردع الاتراك في معركة بني عمرو
وهجوم بني عمرو على قصر شريف ليه لإنقاض بنت بن دوشة
في ذاك البيت كنا نجلس على السطوح في فترة الحر حيث نغسلها بالماء للتبريد ثم نجلس جلسة مسائية
وذلك لندرة المكيفات وارتفاع اسعارها
*عمارة الغامدي
الإنتقال الى عمارة الغامدي كان صاحبها احمد حمدان الغامدي رحمه الله رحمة واسعة للعلم توفي في عام 1443هـ
كانت عمارة الغامدي من اجمل العمائر في منفوحة
كانت منقوشة بالفسيفساء بطريقة جميلة
العجيب في العمارة انها اربع شقق
كل المستاجرين عمارية من بني عمرو
في الشقة الأولى كان ساكن فيها علي بن صالح بن ضبعي العمري
ثم خلفه صالح بن غرمان ال سالم العمري رحمه الله ورحم الله ولده غرمان صديق الطفولة
وفي الشقة الثانية محمد بن محسن ابو زهاب
العمارة كانت تقع خلف مخابز صيدون والتي يملكها تاجر عسيري
صاحب العمارة احمد حمدان الغامدي ابو حمدان رحمه الله
كان مع باص (خط البلدة) من هذا الباص بنى هذه العمارة رغم انه لم يتوظف في حياته
وهذا دليل ان العمل الحر افضل بكثير
مع ازمة الخليج (حرب الخليج) اشترى بقالة صيدون بالشراكة مع تاجر عمري (من بني عمرو) البقالة تستحق قيمة 200 الف اشتروها ب75الف ريال لأن من يمني اليمنيين كانوا بدون اقامات في تلك الفترة وهم سبب اخراج الكثير من اهل البلد من السوق بسبب كثرتهم وتكلاتهم في السوق
كل اليمنيين باعوا محلاتهم وتم اخراجهم كلهم
من هذه البقالة اتى الخير للعم احمد الغامدي
واشترى حصة العمري
وتوسع
ومنها بنى بيت اخر في حي غبيرة
وبيتين للزوجتيه في العقيق
كان يسكن حارتنا في أولها من جهة الشمال عائلتين من قبيلة بني
شهر علي الشهري وناصر الشهري
أولاد علي الشهري خالد وفايز ومحمد وبعدها مجموعة من الأولاد ما
اتذكر اساميهم
ناصر الشهري متزوج من زوجة أخوة رحمه الله ومعه ولد أخ الذي ربه
اسمه فهد
بجانب عمارة الغامدي مستودع لشركة الأفق لخدمات الطيران
أتذكر هذه الشركة قامت بتصفية ممتلكاتها في هذا المستودع وعرضت
كل شيء للبيع وأنا أدري هل هي باقية أولا لا
يسكنه أمامنا تاجر مكيفات مستعملة يعيش لوحده وعمره فوق الستين وغير متزوج أعتقد انه من جهة الحوطة صاحب صلاة وطاعه ويقضي معظم وقته في حراج بن قاسم مع المكيفات
اشتكى أكثر من مرة بسبب إزعاجنا له عندما نلعب كورة
بجانب هذا الحوطي
بيت عبارة عن مكتب إدارة مؤسسة صاحبها من عائلة المطوع من القصيم يأتي كل
إجازة ويفتح هذه البيت الشعبي ليستقبل العمال يقوم بعمليات التجديد وأعتقد
أنهم يسدد دون له رسوم كفالته لهم كل ما أتذكرها أن هذا صاحب المؤسسة أنهم
العائلة المطوع من القصيم وعنده سيارة كراون جديدة تعتبر في مقام اللكزس
في آخر الحارة من الجنوب كان يسكن صديقي المصري إيهاب
هذا الصديق عرفنا على الكيك لأول مرة في حياتي وكان يسميها لنا الطرطة وعندما سافر مصر أهداني كتاب بطل السند عن سيرة محمد القاسم الصحابي الذي كان يقود الجيوش الإسلامية وهو بعمر العشرين عام أو اقل.
عشت في هذه الحارة من صف رابع إبتدائي الى صف ثاني متوسط كنت ادرس في مدرسة عمار بن ياسر التي تحولت الان الى سكن عمال
في حارة الغامدي عشت طفولتي واكثرها بين كرة القدم وبين المشاكل مع ابناء الحارات الاخرى وهذه الحارة اكسبتني شيء من العدوانية للأسف
* مدرسة عمار بن ياسر
من المواقف التي لا انساها ان متهور فحط بالسيارة وعندا حاصت السيارة وضربتني في ظهري ودعست السيارة رجلي اليسرى في اول يوم اختبارات
في الصف الصف الخامس إبتدائي كان فصلي في الدور الثاني
بسبب الحادث وضعوني في اختبر في الدور الأول
كان يشرف على اختباري الاستاذ الفلسطيني ابو طارق
الاستاذ ابو طارق ترك التعليم وفتح بقالة امام المدرسة
وبعدها استغنى رحمه الله رحمة واسعة
سألت عن قبل سنة قالوا لي توفاه الله
ابنه طارق عمل معه في البقالة
وتزوج من خلالها ثم انتقل للعمل في مكيفات الجزيرة
كان مع ابو طارق رحمه الله جيب لاندكروزر بني موديل تقريرا 86
وكان يرافقه ابنه المدلل الصغير نسيت اسمه
من المعلمين الذين لن انساهم ما حييت هو المعلم إبراهيم ابو زيد يقال أنه توفي رحمه الله
ابو زيد
سأكمل لاحقا بمشيئة الله
ياعم تعال اقراء مدونتي احس بالانتماء لك
ردحذف